قالت مصادر رسمية رفيعة أن لا شيء بات يمنع بعد عودة رئيس الجمهورية اللبنانية إميل لحود من القاهرة، من إجراء الاستشارات النيابية لتسمية رئيس الحكومة المكلف بتشكيل الحكومة العتيدة. وعلم ليل امس من مصادر مطلعة ان الاستشارات تجري اعتباراً من صباح اليوم على ان تنتهي مساء بتسمية رئيس الحكومة المكلف. وعلمت "الحياة" من أوساط حزبية أن "حزب الله" لا يزال يتريث في تحديد موقفه النهائي من المشاركة في الحكومة المقبلة. وقالت إن للحزب أسبابه التي تدفعه الى تفضيل عدم الاشتراك، في وقت لاحظت مصادر سياسية رسمية أن الأسماء التي تم التداول فيها لدخول الحكومة خلت من أي اسم ينتمي الى "حزب الله" وكأنها على علم مسبق بفحوى القرار الذي سيصدر عنه. ورداً على سؤال أوضحت المصادر ذاتها أن اشتراط التكليف قبل التأليف لم يمنع من التداول في عدد من الأسماء المرشحة للانضمام الى الحكومة، وقالت: "إن العدد الذي تم التداول فيه يكفي لتأليف أربع حكومات فضفاضة". ولم تستبعد أن تكون الاتصالات التحضيرية قد حسمت توزيع الحقائب الرئيسية الأربع على نحو تعطى المالية للحريري إضافة الى رئاسة الحكومة في مقابل إسناد الدفاع الى نائب زحلة خليل الهراوي، والداخلية الى الياس المر والخارجية لأحد الوزراء الشيعة، ويجري حالياً التداول باسم السفير السابق محمود حمود كواحد من أبرز المرشحين لتوليها. ورأت المصادر ان الاتصالات التمهيدية لم تستقر حتى الساعة على أية صيغة للحكومة. واعتبرت أن طرح بعض الأسماء في بورصة الترشيحات للحكومة يأتي في غالب الأحيان من باب جس نبض الفرقاء. ويبقى اللافت على هامش اللقاءات التحضيرية أن الاتجاه يميل الى المجيء بحكومة من 24 وزيراً بينهم وزيرا دولة هما النائب عصام فارس الذي سيشغل أيضاً منصب نائب رئيس الوزراء والنائب باسل فليحان الذي سيعين وزير دولة للشؤون المالية. ويشيع البعض احتمال تمثيل الموارنة في جبل لبنان بوزراء من خارج المجلس النيابي بذريعة قطع الطريق على "دربكة" سياسية ناجمة عن تبادل الاعتراضات. وتردد أيضاً أن النواب خليل الهراوي وسليمان فرنجية ومخايل الضاهر يعتبرون في طليعة المرشحين الى جانب النائب جان عبيد... وبالنسبة الى التمثيل الشيعي ذكرت مصادر شيعية ل"الحياة" أن عزوف "حزب الله" سيفسح في المجال أمام حصر التمثيل بحركة أمل محمد عبدالحميد بيضون وياسين جابر وعلي حسن خليل والدكتور علي العبدالله إضافة الى تمثيل الحزب القومي برئيسه علي قانصو، وحزب البعث بعضو قيادته نزيه بيضون... وعلى صعيد التمثيل السني يتردد الى جانب الحريري اسماء عشرات المرشحين يأتي في مقدمهم النواب نجيب ميقاتي، وغنوة جلول وعبدالرحيم مراد إضافة الى النائبين باسم يموت ووليد عيدو. وفي شأن التمثيل الأرثوذكسي يتردد إضافة الى فارس اسمي كرم كرم والياس المر، إلا إذا تقرر بنتيجة المشاورات رفع عدد اعضاء الحكومة الى 28 بدلاً من 24 وزيراً، ما يؤدي الى احتمال إعادة خلط الأوراق على صعيد تمثيل الطوائف. وبالنسبة الى الدروز يبدو أن التمثيل سيكون محصوراً باللقاء الديموقراطي النيابي من خلال توزير مروان حمادة وغازي العريضي من كتلة الحريري وذلك لامتناع وليد جنبلاط عن الاشتراك. بينما يطرح اسم النائب ميشال موسى أو زميله في كتلة المقاومة والتنمية انطوان خوري كأحد الوزراء الكاثوليك، إضافة الى اسمي النائبين نقولا فتوش وميشال فرعون والدكتور غسان سلامة والأخير من خارج المجلس. أما على صعيد الأرمن، هناك من يرشح النائب سيبوه هوفنانيان بينما لا يوجد أي منافس للمرشح عن الأقليات النائب باسل فليحان. وما دام البحث الجدي لم يبدأ بعد فإن لا شيء نهائياً في خصوص أسماء أعضاء الحكومة.