إنطلق قطار تشكيل حكومة الرئيس سليم الحص التي ستكون الأولى في العهد الجديد، وينتظر أن تنتهي الإستشارات التي بدأ بها رئىس الجمهورية العماد إميل لحود أمس، ظهر اليوم، فيصدر مرسوم التكليف بعدها لتبدأ الإتصالات من أجل تأليف الحكومة في مشاورات نيابية يجريها الحص بدوره غداً الخميس وبعده الجمعة في شأن تمثيل الكتل والقوى السياسية وشكل الحكومة وعدد أعضائها على ألا يتعدى إعلانها نهاية الأسبوع الجاري راجع ص2. وفي هذا القطار، إنطلق الرئيس الحص في اليوم الأول من الإستشارات، من الغالبية النيابية التي تحتم تكليفه، إذ فاق عدد الذين سمّوه من أصل 114 نائباً التقاهم الرئىس لحود أمس، أل80 نائباً، 71 منهم سمّوه علناً فيما امتنع 27 علناً عن التسمية، وامتنع الباقون عن الكشف عمن سمّوه، لكن "الحياة" علمت أن بعضهم سمّى الحص. ومن الكتل البارزة التي سمّت الحص، كتلة "الوفاء للمقاومة" - "حزب الله" 9 نواب وهي تؤيد للمرة الأولى مرشحاً للرئاسة الثالثة في الإستشارات الرسمية. وتوقعت مصادر نيابية أن تنتهي الإستشارات اليوم بحصول الحص على ما يفوق 95 صوتاً. أما أبرز الذين امتنعوا عن التسمية فكتلة "القرار الوطني" التي يترأسها الرئيس رفيق الحريري 12 نائباً وجبهة النضال الوطني التي يترأسها الوزير وليد جنبلاط 11 نائباً وأربعة مستقلين. ولم يفوّض إلى رئيس الجمهورية سوى نائب واحد هو قبلان عيسى الخوري. ومن المحطات المهمة خلال اللقاءات التي أجراها لحود أمس مع النواب الذين يبقى منهم 14 سيلتقيهم اليوم، تأكيده لبعضهم أنه لا يعرف "سبب عزوف الحريري عن قبول تكليفه تأليف الحكومة واعتذاره. فهو أدرى بالمعطيات التي دفعته إلى إتخاذ موقفه هذا". وقال عدد من هؤلاء النواب ل"الحياة" أن الرئىس لحود علّق على أسئلتهم في شأن أسباب إعتذار الحريري عن عدم تكليفه بعد نيله الغالبية الجمعة الماضي، فقال لهم "كنت أرغب في التعاون معه. وفوجئت بموقفه وتردد أنه هو نفسه أي الحريري كان فوجئ بمواقف بعض الكتل التي كانت وعدته وبدلت موقفها. وأنا لست مسؤولاً عن ذلك". وأوضح رئيس الجمهورية في شأن الخلاف على حق النائب في التفويض إليه التسمية أو تجييرها أن "محاضر الإستشارات السابقة في عهد الرئىس الياس الهراوي تضمنت ترك نواب الخيار لرئيس الجمهورية". أما الحريري فنقل عنه زواره أمس "يقال أن الحريري راح والبلد ماشي، أنا فخور بذلك وهذا شرف كبير وعظيم لي. وهذا يعطيني حقي لأن كل الناس يعرفون أين كان البلد قبل 6 سنوات". وأضاف "في أي موقع كنت سأخدم بلدي وأنا فخور بما قمت به وقلت هذا الكلام أخيراً وكنت لا ازال رئىساً للحكومة. وأوضحت أن هناك أخطاء حصلت لا بد من تصحيحها، ولكن لم يسألني أحد عنها. وأنا أقول اليوم ربما أخطأنا في تعيين بعض الوزراء أو البعض في الإدارة". وأعلن الرئىس الحص من منزله أمس، في حضور "الحياة"، أن "لا خوف على الوضع المالي"، مؤكداً أن "الحكومة المقبلة ستعالج الوضع الإقتصادي وستحافظ على سياسة الإستقرار المالي". وعن شكل الحكومة العتيدة أكدت مصادر سياسية واسعة الإطلاع ل"الحياة" أن إعتذار الحريري عن عدم تأليفها، والإتجاه اليوم إلى تكليف الحص، خلط الأوراق بالنسبة إلى عملية التأليف، وبدل من القواعد وأعاد مسألة التمثيل إلى النقطة الصفر. وقالت مصادر نيابية ل"الحياة" أن بعض النواب طالبوا لحود اليوم "بحكومة على صورتك وصورة الرئىس الحص". وترددت معلومات عن أن الإتجاه يميل إلى حكومة من 14 وزيراً، أو 16 على الأكثر. ومن الأسماء المتداولة للحكومة في الصالونات السياسية تردد الآتي: - السنّة: سليم الحص، نجيب ميقاتي، محمد محمدية البعث. الموارنة: سليمان فرنجية، جوزف شاول، بيار حلو أو خليل الهراوي أو جان عبيد. الشيعة: حسين الحسيني، محمد يوسف بيضون، محمد عبدالحميد بيضون أو أيوب حميّد. الأرثوذكس: ميشال المر، كرم كرم. الكاثوليك: ميشال موسى، ميشال رياشي أو موريس صحناوي أو إيلي سكاف. الدروز: طلال أرسلان وأنور الخليل أو أحدهما إذا كانت الحكومة من 14. الأرمن: سيبوه هوفنانيان أو هاغوب بقرادوني.