نشرت "الحياة" أمس مشروع البيان الختامي للقمة العربية كما توصل اليه وزراء الخارجية العرب في جلستهم الصباحية أول من أمس، لكن النص خضع ليل الخميس - الجمعة لبعض التعديلات، خصوصاً الفقرة المتعلقة بقطع العلاقات ووقف التطبيع مع اسرائيل، ومن المحتمل أن يتعرض أيضاً لتعديلات أخرى في ضوء مناقشات القادة العرب التي تبدأ اليوم. جاء مشروع البيان المعدل على شكل فقرات مرقمة من واحد الى 22 فيما كان النص الأول من دون ترقيم. ونص المشروع الجديد على أن القادة العرب يؤكدون دعمهم الشعب الفلسطيني الذي عبّر بانتفاضته عن الاحباط بعد سنوات طويلة من الترقب وانتظار ما تؤدي اليه التسوية السياسية التي لم تتحقق نتائجها بسبب تعنت اسرائيل. ويشيد مشروع البيان بالانتفاضة وبتجاوب الجماهير العربية معها في "اجماع قومي غير مسبوق". ويحمل البيان اسرائيل المسؤولية في إعادة المنطقة الى أجواء التوتر بسبب عدوانها على الشعب الفلسطيني خرقاً لاتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، ويدين تل أبيب وتصرفاتها العدوانية ومواقفها الاستفزازية، كما يدين عدم استجابتها لخيار السلام الشامل والعادل، ويحذر اسرائيل من مواصلة الممارسات التي تهدد أمن المنطقة. ويؤكد البيان ان للأمة ثوابت لا يمكن المساس بها أو المساومة عليها. ويذكر بأن السلام يقوم على مفهومي الشمول والعدل وهذا يتطلب توجهاً مماثلاً من اسرائيل بالاستناد الى الشرعية الدولية وتنفيذ قراراتها. ويطالب البيان بتشكيل لجنة تحقيق دولية محايدة في اطار الأممالمتحدة ترفع تقريرها الى مجلس الأمن... ويؤكد أن الدول العربية "سوف تلاحق، وفقاً للقانون الدولي من تسببوا في تلك الجرائم البشعة، تمهيداً لتقديمهم الى المحاكمة الدولية". ويشدد على أن السلام "الشامل والعادل لن يتحقق إلا بعودة القدس الشريف الى السيادة الفلسطينية الكاملة، والتسليم بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني...". وجاءت الفقرة المتعلقة بلبنان وسورية وفلسطين مليئة بعبارات التأييد. التعديل وحصل تعديل البيان في الفقرة 17 المتعلقة بقطع العلاقات ووقف التطبيع مع اسرائيل، فبعدما كان نص هذه الفقرة "يؤكد"، قبل التعديل، على "التوقف عن اقامة علاقات مع الدولة العبرية، والغاء أية علاقات أقيمت..." أصبح في النص المعدل ان العرب "يحملون اسرائيل مسؤولية القرارات والخطوات التي تتخذ في صدد العلاقات مع اسرائيل من قبل دول عربية، والتي تستوجبها مواجهة توقف عملية السلام... وذلك الى حين التوصل الى السلام الشامل والعادل...". أما بقية الفقرات فبقيت على حالها، خصوصاً تلك المتعلقة بالاشادة بلجنة القدس، وبقرار انعقاد قمة دورية عربية. واعرب عدد من الوزراء العرب عن ارتياحهم الى مشروع البيان الختامي ومشاريع القرارات، ووصف رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية قرارات وزراء الخارجية العرب بأنها ايجابية تدعم القضية ونضال الشعب الفلسطيني، ودعا اسرائيل الى فهم الرسالة العربية "البليغة" والاستجابة لخيار السلام. كما اعتبر وزير خارجية الأردن عبدالإله الخطيب مؤتمر وزراء الخارجية وقراراته تأكيداً قوياً داعماً للموقف العربي، في ما أكد وزير خارجية سورية فاروق الشرع ان القمة التي تبدأ أعمالها اليوم ستعمل على اتخاذ القرارات المهمة التي من شأنها تعزيز التضامن العربي. وكان وزير الخارجية المصري عمرو موسى عقد مؤتمراً صحافياً عقب ختام اجتماعات وزراء الخارجية، قال خلالها "ان القمة من بندين فقط هما: عملية السلام والتهديدات التي تواجهها في ظل الأوضاع الراهنة وآلية الاجتماعات الدورية للقمة العربية، وأشار الى اتفاق الوزراء حول جميع المواقف المطروحة".