لم ينته تصوير مسلسل "شام شريف"، ولم يعرض بعد، ومع هذا بدأ يثير مشكلات ربما تصل الى القضاء. وفي خلفية المشكلات سؤال أساسي لطالما حيّر أهل الفن، ولا سيما منهم المهتمون بالتاريخ: إلى أي مدى يمكن العمل الفني أن يقدم أحداثاً وشخصيات من الماضي، من دون سؤال أهلها، أو وارثيها ونيل موافقتهم؟ فوارثو أسعد باشا العظم في سورية، ويمثلهم هنا الدكتور عاصم العظم، بعثوا برسالة الى "الحياة" تعقيباً على نشرنا حواراً مع أحمد حامد، كاتب المسلسل المذكور يحتجون فيه على تصويره ويعلنون أنهم في سبيلهم الى مقاضاة أصحابه. ويقول آل العظم في الرسالة التي وجهوا نسخاً منها الى وزارة الإعلام في سورية وإلى هيئات أخرى: "جرت العادة وقضى العرف ونص القانون على وجوب حصول منتجي الأعمال الفنية التي تتعلق بشخصيات حقيقية من الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي، على موافقة أصحاب الأسماء المذكورة إذا كانوا على قيد الحياة، أو وارثيهم وأفراد عائلتهم، إذا كانوا رحلوا، قبل كتابة أي نص درامي عنهم بغية تصويره تلفزيونياً وسينمائياً ومسرحياً. "لكن الكاتب أحمد حامد مؤلف نص "شام شريف" خالف ذلك كله عندما تعرض بالتشويه لشخصية أسعد باشا العظم، والي دمشق وباني القصر المعروف باسمه، والمساس بسمعة ابنته، معتمداً بعض النصوص المكتوبة، كما ادعى، وهي بدورها لا تمت الى الحقيقة بأي صلة نظراً الى وجود حقائق مخالفة لما ذكره، ويعتري الشك صحة الوقائع التي أوردها، والغرض الذي ترمي إليه وهي قد تكون مدفوعة بعوامل شخصية أو سياسية أو طبقية... "وقام المنتج الأردني السيد طلال عواملة بمخالفة أخرى عندما اشترى هذا النص المكتوب وحوله مسلسلاً تلفزيونياً أخرجه أحمد دعيبس من دون أن يستشير أحداً أو يجتمع مع شخص من آل العظم لإجلاء الحقيقة في ما ذهب إليه كاتب النص من افتراءات وإشاعات لا تمت الى الواقع التاريخي بأي صلة، وتسيء الى سمعة شخصية وطنية مرموقة في تاريخ بلادنا، وتترك انعكاسات سلبية على أحفاده وأقربائه. "لذلك نتقدم إليكم بكتابنا هذا راجين العمل على تشكيل لجنة من مختصين في التاريخ والدراما تقر صلاحيته من عدمها قبل السماح بعرضه محلياً أو تصديره عربياً".