عشية مناظرة الثلثاء بين المرشحين للرئاسة الاميركية، الديموقراطي آل غور والجمهوري جورج بوش، تشير استطلاعات الرأي الى ان السباق الى البيت الابيض لم يحسم بعد، وان الفارق بين المرشحين يبقى ضئيلاً لمصلحة غور. لذا تكتسب مناظرة الغد اهمية بالغة. وبسبب التعادل في الاستطلاعات تصبح لأي نسبة يحققها المرشح اهمية قصوى لانها ستكون حاسمة بالنسبة الى نتيجة الانتخاب. ويركز المرشحان على المناظرة الاولى من اصل ثلاث، لأنها ستحظى بأعلى نسبة من المشاهدين وكونها ايضاً المرة الاولى التي يظهر فيها المرشحان وجهاً لوجه امام الناخب الاميركي. ويعتقد معظم خبراء تنظيم حملات الانتخابات الاميركية ان من الصعب ان يربح أحد المناظرات التلفزيونية، ولكن من الممكن ان يخسرها احد المرشحين في حال ارتكاب هفوة تعلق بأذهان الناس. وبعيداً عن الالتزام الحزبي ستكون المناظرة بالنسبة الى الناخبين المستقلين او "المترددين" فرصة لتقرير ميولهم او حتى لاتخاذ قرارهم في التصويت. وتشير التفاصيل التي رافقت التحضير للمناظرة الى الاهمية والآمال التي يعلقها الطرفان عليها. اذ تشمل درس طبيعة الاضاءة وشكل المنبر الذي سيتحدث منه المرشحان حتى لا يظهر اي منهما بمظهر افضل على الشاشة، فخبراء المعسكرين يدركون تأثير المظاهر في الناخبين. وقد طلب مساعدو غور ان يستخدم المرشحان ميكروفوناً نقالاً لكي يتاح لغور التنقل على المسرح، كونه يريد اعطاء انطباع بالديناميكية، وهو شيء يحتاجه لدحض الانطباع السائد عنه بأنه جامد. كما طلب بوش من اللجنة المنظمة تقصير طول المنبر حتى لا يبدو غور على الشاشة كأنه هو المسيطر، لكن اللجنة قررت ان تجعل المنبرين متوازيين وبالقياس نفسه. ويأتي كل من المرشحين الى بوسطن مساء الثلثاء باستراتيجية تختلف عن الآخر، وتسعى الى تعزيز الصورة التي يريد ان يرسمها الناخبون له، او لمحو انطباع تولّد لديهم ولا يخدم مصلحة هذا المرشح. واكثر ما يحتاجه بوش هو اقناع الناس بأنه أهل للرئاسة، ويمتلك الخصائص الكافية ليكون رئيساً للولايات المتحدة. اما غور فيهمّه ان يحافظ على قوة الدفع التي تولدت بعد مؤتمر الحزب الديموقراطي وساعدته على ردم الهوة بينه وبين بوش وحتى التقدم عليه. ويروج الديموقراطيون ان غور محاضر افضل من بوش، ولذلك فإن المناظرات التلفزيونية لمصلحته. وقد استغل الجمهوريون هذا الانطباع السائد للتقليل من التوقعات من مرشحهم ولرفعها بالنسبة لغور، حتى اذا كان اداء بوش عادياً يستطيعون القول بأنه حقق شيئاً. وفي حال لم يبلغ غور التوقعات الكبيرة فعندئذ سيكون الانطباع بعد المناظرة ان غور لم يكن بأفضل حالاته.