"أسعدت صباحاً أيتها الممرضة فلو، ما هي برامج الليلة على التلفزة؟"، وبينما تثبت الأيدي المعدن للمرضة - الروبوت، ينطلق صوت مؤلّف الكترونياً من سطح معدن أملس لا ملامح له ويصعب وصفه بالوجه، ليتلو أسماء البرامج على المرضى الذين يبدون سعداء لدقة "فلو" ونظامية حركاتها وربما، من يدري، حيادها! ليس ما تقدم صورة من أفلام هوليوود، لأن "فلو" جزء من جيش صغير من الانساليات Robot أخذ ينتشر في مختلف المؤسسات الغربية. يستخدم مستشفى جامعة بطرسبرغ "فلو" ويوظف متحف "مؤسسة سميثونيان" في واشنطن روبوت، يشبه المكنسة الكهربائية الضخمة، مرشداً يقود الجولات السياحية. وفي السنة الماضية، أطلقت شركة "سوني" اليابانية روبوتاً حمل اسم "إيبو" وترجمتها "الصديق"، وهو قريب من شكل الكلب، ويملك الكثير من سماته، بما فيها استجابته أوامر صاحبه وقدرته على اللعب معه. منذ "إيبو" لم تكف الشركات عن اطلاق روبوتات للعب الأطفال، على رغم ان ثمنها المرتفع راهناً يبقيها لعباً لأولاد الأثرياء. وأطلقت "سوني" اللعبة - روبوت "أميغو بوت" مزودة جهاز فيديو يمكّن الوالدين من التعرف الى ما ينغمس فيه أطفالهم من نشاطات خلال غيابهم. وبعد عقود من الآمال والتجارب والتطبيق، هل بات روبوت على مشارف ثورة حقيقية؟ في البدء كانت الصناعة، حيث حلت روبوتات ميكانيكية في خطوط الانتاج، محل مئات الآلاف من العمال. وأمدت ثورة المعلوماتية والكومبيوتر، والتطوّر في صنع الأدق والأصغر، صناعة روبوت بالكثير من القدرات. وبات مألوفاً روبوت الجراحة الدقيقة في الكثير من المستشفيات الكبرى في الحزب. وأنتج البنتاغون عشرات النماذج، بدءاً من المدرعات التي يقودها الإنسالي وصولاً الى روبوتات تجسس فائقة الصغر يمكنها بث معلومات دقيقة عن ساحات القتال. وشهد الشهر الماضي انعطافة نوعية مع اعلان بحاثة جامعة "برانديز" الأميركية نظام روبوت قادراً على تصنيع انساليات وتطويرها تدريجاً بحسب متطلبات الاستعمال، من دون أي تدخل انساني تقريباً. "روبوت" ينتج "روبوت" ويطوره؟ لا يزال الأمر في بدايته، لكنه قفزة حقيقية. عن "هيرالد تريبيون"