أعرب مجلس الوزراء السعودي، امس، عن ارتياحه لعودة الطائرة السعودية المختطفة وسلامة ركابها، وطالب السلطات العراقية بتسليم المختطفين وفقاً للاتفاقات والمعاهدات العربية والدولية التي تنص على تسليم خاطفي الطائرات وممارسي الارهاب الى دولهم. راجع ص 2 وفي الوقت نفسه كثفت السلطات السعودية تحقيقاتها لمعرفة الدوافع وراء قيام ضابطي الأمن الملازم أول فيصل ناجي حمود البلوي والملازم أول عايش الفريدي بخطف طائرة الركاب السعودية البوينغ 777 الى بغداد، خصوصاً أن المؤشرات الأولية تدل الى أن لا دوافع سياسية وراء هذه العملية التي وصفها وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبدالعزيز بأنها "قرصنة جوية وعمل شاذ عن المجتمع والشعب السعوديين"، وتدل أيضاً الى أن ليست هناك جهات سياسية وراء الخاطفين. ولاحظت الدوائر المعنية أن الخاطفين "ليس لديهما أي فهم سياسي من خلال الكلام الذي تحدثا به" أثناء مؤتمرهما الصحافي في مطار بغداد. وكان الأمير نايف طالب، فجر أمس، بتسليم الخاطفين "للتحقيق معهما واحالتهما الى العدالة بعد ذلك" ولاشك أن استلام الخاطفين سيوضح الكثير من الأمور التي تبحث عنها التحقيقات السعودية حول عملية الاختطاف. وأكد الأمير نايف في مؤتمر صحافي، بعد هبوط الطائرة في مطار الملك خالد الدولي في الرياض، أن بلاده لن تساوم العراق في مسألة تسليم الخاطفين السعوديين، وأنها ستطالب باستلامهما عن طريق الانتربول، مذكراً بأن العراق وقع على الاتفاقية العربية لمكافحة الارهاب التي وقعها وزراء الداخلية والعدل العرب قبل نحو عامين. وكشف الأمير نايف أن التحقيقات الأولية بشأن خطف الطائرة أوضحت أن الملازم أول فيصل البلوي استغل كونه ضابط مباحث في أمن مطار جدة فعبر نقاط تفتيش الركاب في المطار من دون المرور بأجهزة التفتيش فأدخل مسدساً معه اختطف به الطائرة. وذكر أن الخاطف الثاني الملازم أول عايش الفريدي كانت عليه ملاحظات في ملفه تشير الى سلوكه السيء وعدم انضباطه"، وقال أن الخاطفين تجمعهما صداقة تجعلهما يسافران معاً الى بريطانيا وفرنسا ومصر والمغرب. ومن ناحيته وصف الأمير عبدالرحمن بن عبدالعزيز، نائب وزير الدفاع والطيران السعودي، تعامل السلطات العراقية مع الطائرة السعودية وركابها خلال وجودهم في بغداد بأنه "تصرف ايجابي". ولكن المصادر السعودية ترى أن ذلك لا يعني أي احتمال لتحسين العلاقات التي قطعتها بغداد مع الرياض مطلع العام 1991 أثناء حرب تحرير الكويت.