يقترب اليوغوسلافي بورا ميلوتينوفيتش مدرب منتخب الصين من العقد السادس من عمره، بيد انه لا يزال محتفظاً بذاكرة قوية عن عالم كرة القدم واسرارها. وميلوتينوفيتش مدرب محنك لا يقيم للامور النظرية وزناً، لأن شعاره الدائم هو من يعمل كثيراً يُنتج كثيراً. وهو لا يفوت لحظة من دون ان يطلع على كل ما هو جديد في عالم المستديرة الصغيرة، ويسعى الى معرفة كل شيء عن خصومه... والدليل انه شاهد لقاء الكويتواندونيسيا ومعه كاميرا فيديو خاصة به، واللافت انه لم يعط لحركة الكرة اي اعتبار وركز عدسته على حركة اللاعبين الذين لا يوجدون في محيط الكرة. والسبب كما يقول المدرب نفسه: "هذه اسرار خاصة بالمدربين كاسراركم انتم معشر الصحافيين، رؤية المدرب تختلف تماماً عن رؤية المتفرج، لذا اصور اشياء بعيدة عن سير الكرة لحاجة في نفسي". ويرى ميلوتينوفيتش ان المنتخب الذي يتمكن من الحصول على 4 نقاط سيتأهل الى الدور ربع النهائي، ولذا فهو يضع الفوز على اندونيسيا اليوم خياره الوحيد "التأهل هو همي الوحيد الآن، ولا تهمني العروض وكل ما اسعى اليه هو مواصلة حصد النقاط". وكان ميلوتينوفيتش واضحاً عقب التعادل مع كوريا عندما قال "لقد حققنا ما نريده بانتزاع نقطة"، مؤكداً انه يتعامل مع الامور بواقعية تامة ويعرف ماذا يريد من كل مباراة، وهو من دون شك درس المنتخب الاندونيسي ودوّن ملاحظاته على اداء لاعبيه وسيعتمد الخطة المناسبة للانقضاض عليه. ويملك ميلوتينوفيتش شهرة واسعة في كأس العالم تحديداً، حيث ظهر اربع مرات متتالية مع 4 منتخبات مختلفة، ويأمل في الظهور الخامس مع الصينيين في المونديال المقبل. وهو قاد منتخبات كوستاريكا والمكسيك والولايات المتحدة ونيجيريا في الحدث العالمي الاكبر. ويرى ميلوتينوفيتش ان هناك مدرستين فقط لكرة القدم هما الاوروبية والبرازيلية، مشيراً الى ان اللعبة في آسيا تحتاج الى وقت طويل وعمل شاق لمواكبة التطور السريع لهاتين المدرستين. مهمة سهلة ويسعى الصينيون الى تكرار عرضهم الشيق الذي قدموه امام الكوريين الجمعة الماضي، حين قلبوا تأخرهم مرتين الى تعادل، وهذه المرة ستكون الوطأة اسهل نسبياً عليهم امام منتخب اندونيسيا الذي نجح في الحفاظ على نظافة شباكه على رغم الهجمات المتواصلة للكويت. وفرضت الصين ذاتها منذ المباراة الاولى لها بادائها السريع وروح لاعبيها القتالية، واصبح لديها لاعبون ناضجون كروياً يمكنهم وضع منتخب بلادهم على سكة الانجازات والانتصارات. ولا يمكن اغفال التصميم الصيني لاحراز كأس آسيا للمرة الاولى في تاريخها لتضع قدمها في صف كبار القارة، ولتخرج من ظل كوريا واليابان في شرقها بالتحديد. وقد تدفع ظروف المباراة الصينيين الى البحث عن الفوز منذ البداية، لانها النتيجة المطلوبة لهم لمتابعة المشوار في البطولة. من جهته، فان المنتخب الاندونيسي برهن عن علو كعبه ايضاً خصوصاً من الناحية الدفاعية التي حرمت الكويتيين اكثر من هدف محقق، كما يملك حارساً مميزاً صد كرات صعبة للغاية. وخرج مدرب اندونيسيا ناندر اسكندر راضياً تماماً عن اداء لاعبيه امام الكويت ووعد بتقديم عرض جيد في المباراة مع الصين، فيما اعتبر مدير المنتخب محمد زين انه لا يهتم بالنتيجة بمقدار ما يهمه ان يقدم اللاعبون عروضاً جيدة تبرهن عن استعدادهم لمقابلة المنتخبات الكبيرة.