خطف اربعة مسلحين طائرة تابعة ل"الخطوط الجوية السعودية" الى بغداد، وهي في رحلة عادية بين جدةولندن وعلى متنها 95 راكباً وأفراد طاقمها ال16. وهبطت الطائرة التي أمر الخاطفون تحويل وجهتها لدى مرورها في المجال الجوي المصري في السابعة والدقيقة 45، في مطار بغداد حيث منعت السلطات الصحافيين من الاقتراب منها في بادئ الأمر، فيما أحاطتها عربات تابعة لقوى الأمن اقتربت منها حافلات مدنية وصهاريج وقود. وصرح طاهر جليل الحبوش، المسؤول في وزارة الداخلية العراقية، بأن الخاطفين الاربعة لا يزالون يهددون بتفجير الطائرة محذرين من عملية اخرى في حال عدم تلبية مطالبهم. واضاف ان الخاطفين يطالبون بمندوب سعودي للتفاوض، لكن العراق اعتبر ان تلبية هذا الطلب تحتاج الى وقت، ملمحاً الى ان بغداد هي التي ستتولى التفاوض من خلال اتصالات لاحقة مع الخاطفين. وبعدما اكد ان جميع المسافرين، الذين قال ان عددهم 108، هم في صحة جيدة. وقال ان المفاوضات تركز على الهدف من توجههم الى بغداد واسباب خطف الطائرة. واكد ان العراق سيعمل على منع اي عمل يؤذي المسافرين، ونقل عن احد الخاطفين انهم "توجهوا الى بغداد لأن اعراق يرفض السيطرة الاميركية". وبعدما حطت الطائرة في مطار صدام الدولي ا ف ب منع الصحافيون من الاقتراب منها واحاطتها عدة سيارات تابعة لقوى الامن. وكانت الطائرة اقتربت من مطار دمشق حيث سمحت لها السلطات بالهبوط، لكنها عادت فاتجهت الى بغداد. وقال مساعد وزير الدفاع السعودي لشؤون الطيران المدني الأمير فهد بن عبدالله ان الطائرة وهي من طراز "بوينغ - 777" اختطفت أثناء مرورها فوق الأراضي المصرية. وشكلت الخطوط السعودية في جدة غرفة عمليات لمتابعة تطورات عملية الخطف. وأضاف الأمير فهد بن عبدالله ان الخاطف شخص واحد، على ما يبدو، مشيراً الى ان 80 في المئة من الركاب بريطانيون والباقون سعوديون بينهم أحد أفراد الأسرة المالكة هو الأمير بندر بن محمد بن سعد، ويمنيون وباكستانيون. ولكنه لم يذكر أرقاماً محددة. وعلم ان عدد البريطانيين أربعون راكباً، والسعوديين 15 والباكستانيي 15، اضافة الى أربعة يمنيين وأربعة من جنوب افريقيا واثنين من كينيا وفلسطيني واميركي وفرنسي وسويسري وسويدي وهندي ونيجيري. وذكر أن قائد الطائرة اثيوبي الجنسية وأن مساعده سعودي. وفي دمشق علمت "الحياة" ان السلطات السورية عرضت على قائد الطائرة المخطوفة الهبوط في مطار دمشق الدولي أو العبور الى أي مكان آخر، لكن قائد الطائرة "أفاد انه مجبر من قبل خاطفي الطائرة المسلحين حوله بالذهاب الى مطار صدام الدولي في بغداد". وجرت "المحادثات" باللغة الانكليزية. ولم يعرف شيء عن هوية "الخاطفين المسلحين" ومطالبهم، وما اذا كانت العملية مرتبطة بالاحداث في الاراضي المحتلة او بالحصار المفروض على العراق وقيام عدد من الطائرات العربية والاجنبية بالنزول في مطار بغداد. وبعد وصول الطائرة الى الاجواء السورية اتخذت كل الاجراءات الامنية والصحية اللازمة لاستقبالها. وتزامن ذلك مع اجراءات عادية اتخذت لمناسبة زيارة امير البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة ومحادثاته مع الرئيس بشار الاسد. وجاء في بيان بثته وسائل الاعلام السوري ان السلطات السورية "قدمت كل التسهيلات اللازمة" لدى تلقي خبر خطف الطائرة وتوجهها الى دمشق. وعرضت على قائد الطائرة "المرور عبر الاجواء او الهبوط او اي مساعدات اضافية استثنائية، لكن الطيار افاد بعد ذلك انه مجبر من قبل الخاطفين المسلحين حوله بالذهاب الى مطار بغداد". وزاد البيان: "بناء على طلب مسؤولي الطيران المدني طلب برج المراقبة كل المساعدات الممكنة حتى تمكن من الاتصال ببرج المراقبة في بغداد". ولم تستبعد مصادر ان يكون الخاطفون قاموا بعملية تمويه باعلانهم الرغبة في التوجه الى دمشق، قبل وصولهم الى العراق. وتردد أن عددهم أربعة ثلاثة يمنيين وفلسطيني، ومعهم متفجرات وأسلحة خفيفة. وفي القاهرة قالت مصادر رسمية في مطار القاهرة إن الطائرة السعودية دخلت المجال الجوي المصري في الثانية من بعد الظهر، وأن مسارها كان يتضمن المرور فقط في الأجواء المصرية من دون الهبوط في مطار القاهرة، مشيرة إلى أن قائدها أبلغ بعد نحو 55 دقيقة برج المراقبة أن الطائرة تتعرض للاختطاف عن طريق إشارة تمكن من ارسالها بعدما ضغط على مفتاح الكتروني داخل قمرة القيادة مخصص للاستخدام في تلك الحالات، واضافت المصادر أن قائد الطائرة تمكن بعد ذلك من الحديث إلى برج المراقبة في مطار القاهرة. وذكر أن الخاطفين طلبوا منه التوجه الى مطار دمشق وانهم رفضوا الهبوط في مطار القاهرة واصروا على التوجه إلى دمشق، لكنه لم يتحدث عن عدد الخاطفين أو الأسلوب الذي اتبعوه في خطف الطائرة. وأوضحت المصادر أن السلطات المصرية قامت على الفور بابلاغ السلطات السعودية بالأمر كما تم إبلاغ المسؤولين في مطار دمشق لاتخاذ الإجراءات اللازمة. وفي بيروت احتاطت السلطات الامنية لاحتمال هبوط الطائرة في مطار بيروت فهيأت عوائق على المدرج لاعاقتها خصوصاً بعدما اخطرها برج المراقبة في قبرص بأن الطائرة متجهة نحو بيروت. وفي لندن اعلنت وزارة الخارجية البريطانية ان غالبية الركاب هم من التابعية البريطانية. واوردت شبكة "سكاي نيوز" ان عائلات واقارب الركاب تجمعوا في مطار هيثرو للاستعلام عن ذويهم. وقال مسؤول مديرية الطيران المدني في قبرص ياكوفوس بابادوبولوس ان قائد الطائرة كان على اتصال مع برج المراقبة في مطار لارنكا القبرصي قبل ان يتوجه الى دمشق، وانه اشار في اتصاله مع برج المراقبة القبرصي الى "تهديد بتفجير الطائرة". واكد مسؤول في وزارة الاعلام والثقافة العراقية ان "امن ركاب الطائرة السعودية يهمنا مثلما يهمنا امن المواطنين العراقيين والمواطنين العرب، لذلك نطمئن عوائل الركاب بأن السلطات العراقية ستهتم بأمنهم وراحتهم الى اقصى ما ينبغي وستقدم لهم كل موجبات الضيافة العربية الاصيلة اذا ما سمح الخاطفون بذلك ريثما يعودون بطائرتهم الى اهلهم".