تحتفل سلطنة عُمان رسمياً اليوم في حفل كبير يرعاه السلطان قابوس بن سعيد في ولاية صور 300 كم شرق مسقط بتسلم مشروع الغاز الطبيعي المسال الذي يعد اكبر المشاريع الاستثمارية في السلطنة، ويدخل في اطار مساعي عُمان الجادة لتخفيف الاعتماد على النفط كمصدر اساسي للدخل القومي. قال الدكتور محمد بن حمد الرمحي وزير النفط والغاز العماني ان الانتهاء من العمل بمشروع الغاز الطبيعي المسال وتسليمه من قبل شركة "شيودا - فوستر ويلر" الى "الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال" اليوم يعد انجازاً اقتصادياً كبيراً للسلطنة. واضاف ان هذا المشروع يعد من المشاريع الاستثمارية الكبيرة التى نفذتها السلطنة خلال الاعوام الماضية لتنويع مصادر الدخل القومي وتنمية الموارد الطبيعية. وأشار الى ان السلطنة تمكنت من عقد اتفاقات بيع للطاقة الانتاجية الحالية للمشروع الى كل من الهند بواقع 1.6 مليون طن سنوياً وكوريا 4.1 مليون طن واليابان 0.7 مليون طن، اضافة الى شحنات قصيرة الاجل الى الولاياتالمتحدة واسبانيا. وتم حتى الآن تصدير اكثر من 17 شحنة من الغاز من المصنع، تتراوح حمولة كل سفينة ما بين 125 و135 الف متر مكعب، الى كوريا والولاياتالمتحدة الى جانب تصدير اربع شحنات من السوائل المصاحبة للغاز الى شركة "توتال" الفرنسية. ويعود تاريخ المشروع الذى تبلغ تكلفته 2.5 بليون دولار الى عام 1990 عندما تم اكتشاف كميات ضخمة من الغاز الطبيعي المصاحب في المنطقة الوسطى لسلطنة عمان. ونتيجة لهذه الاكتشافات تقدمت مجموعة "رويال داتش/شل" الهولندية - البريطانية بعرض لاجراء دراسة جدوى اقامة مشروع الغاز الطبيعي المسال وقبلت الحكومة العمانية هذا العرض. ويعتبر المشروع الذي يقع في قلهات في ولاية صور أحد المشاريع الصناعية العملاقة التى اقامتها السلطنة ضمن اطار استراتيجيتها الطموحة نحو تنويع مصادر الدخل القومي وعدم الاعتماد على مصدر واحد، كذلك استغلال الثروات الطبيعية التي تتمتع بها السلطنة. وتم تأسيس شركة مساهمة لتدير المشروع الذي يعتبر اكبر مشروع انشائي يقام في السلطنة تحت مسمى "الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال" التي تملك حكومة السلطنة 51 في المئة من رأس مالها فيما تملك "شل" 30 في المئة و"توتال" الفرنسية 5.54 في المئة والشركة الكورية للغاز خمسة في المئة و"بارتكس" البرتغالية اثنين في المئة وشركات "ميتسوبيشي" و"متسوس" و"ايتوشو" اليابانية نسب 2.77 و2.77 و0.92 في المئة على التوالي. وبدأ تنفيذ المشروع في تشرين الثاني نوفمبر عام 1996 بعد التوقيع على عقد الهندسة والمشتريات والانشاء بين "الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال" وشركة "شيودا - فوستر ويلر" الى ان تم الانتهاء من اعمال الانشاءات في شهر أيلول سبتمبر الماضي. وتبلغ الطاقة الانتاجية للمصنع 6.6 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال سنوياً باستخدام قاطرتين لتسييل الغاز طاقة كل واحدة 3.3 مليون طن، وهما اكبر قاطرات تسييل الغاز الطبيعي في العالم. ويتم توريد الغاز من محطة تجميع الغاز في سيح رول الموجودة في مجمع حقول الغاز بارك وسيح نهيده ورول الواقعة في وسط عمان، ومن ثم ينقل الغاز الى المصنع بواسطة انابيب يبلغ طولها 360 كلم تشرف عليها "شركة تنمية نفط عمان" بالنيابة عن حكومة سلطنة عمان. وتم حتى الآن تصدير 13 شحنة من الغاز الى شركة "كوغاز" الكورية تبلغ حمولة كل سفينة 135 الف متر مكعب، ومن المتوقع ان تقوم "الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال" بتصدير 28 شحنة اخرى خلال السنة الجارية الى كوريا وسيرتفع العدد بنهاية السنة المقبلة الى 60 شحنة سنوياً وعلى مدى ال25 سنة المقبلة، ما يعني ان اكثر من 1500 شحنة ستغادرميناء قلهات متجهة نحو كوريا. واعتبارا من الحادي والعشرين من شهر تشرين الثاني المقبل ستصدر اول شحنة من الغاز الى اليابان من اصل 11 شحنة في السنة وذلك ضمن الاتفاق الذي وقعته "الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال" في شهر تشرين الاول أكتوبر عام 1998 مع شركة "اوساكا غاز" اليابانية لبيعها 700 الف طن في السنة ولمدة ال25 سنة المقبلة. ووقعت "الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال" في كانون الاول ديسمبر عام 1998 اتفاقاً مع شركة "دبهول" للطاقة في ولاية ماهاراشترا الهندية لبيعها 1.6 مليون طن من العاز الطبيعي المسال سنوياً وبمعدل 25 شحنة في السنة، اذ من المتوقع ان يتم تصدير اول شحنة اليها في اواخر شهر كانون الاول من السنة المقبلة. الى ذلك قال سرحان السرحاني المدير التنفيذي ل"الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال" ان مسقط حصلت على قرض قيمته 410 ملايين دولار من تجمع مصارف دولية لتمويل مشروعين لاقامة خطوط للغاز الطبيعي. وأضاف السرحاني ل"رويترز" ان عمان حصلت على القرض من تجمع يضم البنك الصناعي الياباني اندستريال بنك اوف جابان و"بنك ناسيونال دي باري" و"المؤسسة العربية المصرفية" لتمويل مشروعي خطوط الغاز. واردف ان عمان ستسدد القرض على 12 سنة بفائدة تزيد 65 نقطة على متوسط سعر الفائدة بين البنوك في لندن ليبور. وأقرت وزارة النفط والغاز العمانية في شباط فبراير عقوداً منفصلة لانشاء خطوط انابيب الغاز من وسط البلاد الى مدينة صحار في الشمال والى صلالة في الجنوب بكلفة اجمالية قدرها 306 ملايين دولار. وفازت شركة "دودسال" الهندية بعقد خط انابيب صلالة بقيمة تقدر بنحو 70 مليون ريال عماني 181.8 مليون دولار وفاز تجمع مؤلف من شركات "سايبيم اند سنام" الايطالية التابعة لمجموعة "ايني" للطاقة و"شركة المقاولون المتضامنون الدولية" اللبنانية ومقرها اثينا ومؤسسة "ميتسوبيشي" اليابانية بعقد صحار وقيمته 47.87 مليون ريال. واردف سرحاني ان القرض سيستخدم لتمويل انشاء مشاريع خطي الانابيب ولتغطية التكاليف التي تصاحب ذلك.