تراجع زعيم حزب ليكود الاسرائيلي الوزير السابق ارييل شارون عن زيارة لباريس كان متوقعاً أن يبدأها الثلثاء المقبل، وأثارت غضب المنظمات العربية والمؤيدة للفلسطينيين. وقال مصدر ديبلوماسي فرنسي ل"الحياة": "أبلغتنا سفارتنا لدى اسرائيل ان شارون لن يأتي". وكان متوقعاً ان يزور شارون باريس للمشاركة في مهرجان "تضامن" مع اسرائيل ينظمه الفرع التابع لحزبه في فرنسا، في خطوة وصفتها منظمات عربية بأنها "امعان في الاستفزاز". وكانت حملة التهويل التي شنها قادة المنظمات اليهودية الفرنسية، أثارت مشاعر الجالية العربية في فرنسا وتمكنت من نقل التوتر الى صفوفها. ودانت الزيارة مجموعة تضم عشرين من منظمات التضامن مع الشعب الفلسطيني والمنظمات العربية اضافة الى حزب أنصار البيئة الخضر، وذلك في رسالة وجهتها الى رئاستي الجمهورية والحكومة الفرنسيتين ووزارة الخارجية. وشددت هذه المنظمات على أن شارون "جلاد صبرا وشاتيلا" الذي "تعمد اطلاق الشرارة التي تسببت في حمام دم يعيشه الشعب الفلسطيني" ينبغي "أن يمثل أمام محكمة دولية ويدان"، و"مكانه ليس فرنسا". وعلم ان المنظمات قدمت الى وزارة الداخلية الفرنسية طلباً للترخيص لتظاهرة في باريس أثناء زيارة شارون. وكانت مناطق فرنسية شهدت ليل أول من أمس القاء زجاجات حارقة على عدد من المراكز وأماكن العبادة اليهودية. والقيت زجاجتان حارقتان على مركز الطائفة اليهودية في كولومب في ضواحي باريس، فيما تعرض كنيس في منطقة تولون لمحاولة إحراق احبطتها الأمطار، كما القيت زجاجات حارقة على مدرسة يهودية في سان - توان، على أطراف العاصمة الفرنسية. وقللت مصادر الداخلية الفرنسية من هذه الأعمال، باعتبار مرتكبيها من الشبان المندفعين، غير التابعين لأي منظمة أو مجموعة دينية. في المقابل وجد بعض الأوساط اليهودية فيها ما يبرر المخاوف التي عبر عنها منذ بدء المواجهات في المناطق الفلسطينية، مطالباً يهود فرنسا الى توحيد صفوفهم وتأكيد دعمهم لاسرائيل، ومطالبة السلطات الفرنسية بضمان أمن اليهود. شيراك ودعا الرئيس جاك شيراك أول من أمس، في كلمة وجهها عبر التلفزيون الفرنسي، الى العدول عن "تعابير عدم التسامح" لأنها منافية ل"القيم والتقاليد الجمهورية الفرنسية". وحذر كبير حاخامي باريس جوزيف سيتروك لدى تفقده كنيس تارب، الذي تعرض لحريق مطلع الاسبوع، من "اخطار نقل النزاعات الخارجية الى فرنسا". لكن دعوته الى التهدئة لم تمنعه من ترويج نبأ تبين أن لا أساس له، مفاده ان ستة شبان يهود طعنوا بسكاكين في باريس، وأن أحدهم قتل. ووسط هذه الأجواء المشحونة أكد وزير الداخلية الفرنسي دانيال فابيان ان "من مصلحة الجميع عدم تضخيم الاشاعات أو الأحداث، ومن حق الجميع أياً تكن ديانته العيش بسلام" في فرنسا. وأشار الى تعزيز الاجراءات الأمنية حول أماكن العبادة اليهودية.