تدخلت الشرطة الفرنسية لاخلاء سفارة ساحل العاج في باريس أمس، بعد احتلالها من جانب معارضين للحكم العسكري في بلادهم الذين أضرموا النار داخلها. وكان هؤلاء المعارضون وهم من أنصار رئيس الوزراء السابق الحسن وترة وعددهم حوالى 40 شخصاً، اقتحموا مقر السفارة عند الساعة العاشرة صباحاً بالتوقيت المحلي، احتجاجاً على رفض المحكمة العليا في بلادهم طلب الترشح للانتخابات الرئاسية الذي تقدم به وترة. وعمل المعارضون لدى دخولهم الى باحة السفارة على تحطيم زجاج السيارات الديبلوماسية المتوقفة فيها، ثم توجهوا الى داخلها حيث أقدموا على رمي بعض الملفات الإدارية الى الخارج. وتدخلت قوى الأمن الفرنسية بناء على طلب السفارة وقامت باعتقال المعارضين الذين علم ان بينهم 16 امرأة. وحمل المعارضون اعلاماً لدولة ساحل العاج، وهتفوا "تعيش الحرية" لدى اقتيادهم الى التحقيق. وتلا أحد هؤلاء ويدعى غوغو ذوا نيتراكوا بصفته ممثلاً لحزب التجمع الجمهوري الذي يتزعمه وترة، بياناً، انتقد فيه النظام العسكري في ساحل العاج، برئاسة الجنرال روبير غييه، داعياً الى الافساح في المجال أمام كل الراغبين في خوض الانتخابات الرئاسية، والافراج عن المعتقلين السياسيين ووقف "التطهير العرقي" في الإدارة والجيش. وذكرت مصادر رجال الاطفاء انه تم اخماد الحريق داخل السفارة الذي أدى الى اصابة بعض العاملين فيها باختناقات، لكنه لم يتسبب في سقوط جرحى. وكانت المحكمة العليا لساحل العاج، وافقت في السادس من الشهر الجاري على خمس طلبات ترشيح لانتخابات الرئاسة المقررة في 22 الشهر، من أصل 19 طلباً قدمت اليها. واستبعدت المحكمة وترة وستة مرشحين من أنصار الحزب الديموقراطي الذي كان مسيطراً على الحكم في ساحل العاج، في حين وافقت على طلب غييه الذي حكم البلاد منذ الانقلاب العسكري الذي قام به قبل أقل من عام، كما وافقت على طلب الزعيم الاشتراكي لوران غباغبو الترشح للرئاسة.