اعتبر رئيس المكتب السياسي ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس خالد مشعل ان "ما يجري في فلسطين حرب حقيقية وان كانت غير متكافئة، وهي عدوان من الكيان الصهيوني المسلح ضد شعب أعزل". وتابع في حديث الى "الحياة" في طهران ان "الشعب الفلسطيني هب للدفاع عن أرضه ومقدساته وقدسه، وكرامته، والمعركة ستتواصل". وقال مشعل: "إذا كان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك وقادة العدو من حزب العمل وليكود يظنون انهم قادرون على الامعان في تدنيس المقدسات، خصوصاً المسجد الأقصى المبارك، من دون رد فعل، فهم واهمون، ونحن على أبواب مواصلة انتفاضة دفاعاً عن الأرض والمقدسات". وعن طبيعة الرد الميداني قال: "حين يتعلق الأمر بالقدس والمقدسات خصوصاً، فإن الشعب الفلسطيني لديه القدرة الهائلة على العطاء، سواء كان ذلك عملاً عسكرياً أو انتفاضة شعبية أو باقي أشكال المواجهة". وأشاد مشعل بقيام الشرطة الفلسطينية بالاشتباك مع القوات الاسرائيلية أمس، معتبراً ان "اطلاق أحد رجال الشرطة الفلسطينية النار وقتل جندي اسرائيلي يوم الجمعة، يعبر عن نبض الشارع الفلسطيني". ودعا السلطة الفلسطينية الى "كف يدها عن الشعب لتعطيه فرصة كي يعبر عن قدراته ويقوم بواجبه في الدفاع". وفي موقف لافت دعا مشعل الشرطة الفلسطينية الى اطلاق النار على القوات الاسرائيلية، مشدداً على أن مسؤولية أفراد الشرطة هي "ان يدافعوا عن شعبهم لا عن الاحتلال". وزاد أن "الفرصة مواتية الآن أمام الشرطة الفلسطينية لتصحيح الموقف، وتوجيه النار الى صدور الأعداء، لأن هذه هي المعركة الحقيقية، وهذا هو شرف البندقية". ورأى ان اختلاف "حماس" والسلطة الفلسطينية سياسياً في شأن طريق أوسلو وما تبعه "لا يلغي حقيقة ان الجميع من أبناء الشعب الفلسطيني لا يختلفون على القدس والمقدسات والأقصى وحماية دماء الفلسطينيين". ووجه مشعل نداء مصالحة الى السلطة الفلسطينية، قائلاً: "نمد يداً مفتوحة لاخواننا في السلطة، وندعو الى حشد الجهود من أجل مواجهة العدو ورد عدوانه". وعن تزامن زيارة وفد من "حماس" طهران مع مجزرة الأقصى، رأى مشعل ان "المرحلة تاريخية وحاسمة في القضية الفلسطينية، فالقدس تتعرض للخطر على طريق المفاوضات، حيث الدعوة الى التقسيم والتجزئة والابتزاز والمساومة، كما تتعرض الأرض للتدنيس، كما حصل في زيارة شارون الأقصى وكل ذلك يملي على الأمة الاسلامية ان تتحمل مسؤولياتها". وأضاف: "ثقتنا عالية بالجمهورية الاسلامية في ايران، لأنها جعلت القدس قضيتها الأولى". وأوضح ان هدف زيارة الوفد التي بدأت ليل الجمعة هو "التعاون والتفاهم وتنسيق الجهود كي تبادر القيادة الايرانية الى تنسيق الجهود مع بقية الدول الاسلامية بخاصة ان الرئيس محمد خاتمي يرأس الآن دورة منظمة المؤتمر الاسلامي". عن امكان التعاون ميدانياً مع "حزب الله" قال مشعل: "ما دامت القدس مسؤولية عربية واسلامية وليست مسؤولية فلسطينية فحسب، فإن هذه القضية تنادي جميع المسلمين وكل القوى الفلسطينية، وتنادي حزب الله والقوى العربية والاسلامية على المستويين الرسمي والشعبي". ودعا الأمة الاسلامية الى "الرد على العدوان الصهيوني، وإفهام الصهاينة رسالة واضحة بأن هذا العدوان يحتاج رداً داخل فلسطين وعلى كل المصالح الصهيونية في العالم وبالطريقة المناسبة". وعن احتمال معاودة عمليات التفجير داخل اسرائيل قال مشعل: "من حق الشعب الفلسطيني ان يرد بكل الأشكال على عدوان الصهاينة. هذا حق مشروع في الدفاع عن النفس، تكفله الشرائع السماوية والقوانين الدولية. شعبنا الفلسطيني تُراق دماؤه الآن، ويتعرض للرصاص الحي وتدنس مقدساته، ومن حقه أن يدافع عن نفسه بكل الأشكال".