تواصل اسعار القرى والمنتجعات والفنادق الموجودة على مشارف جدة ارتفاعها الحاد على رغم الزيادة السنوية الدورية على التكاليف في تلك المنتجعات. وأعلنت غالبية القرى والمنتجعات السياحية قبل نهاية رمضان بنحو اسبوع عدم امكانية الحجز فيها لوصول نسبة الاشغال الى الذروة. وارتفعت اسعار الاقامة في تلك القرى، منذ اجازة الصيف الماضي الى عيد الفطر، بمتوسط 30 في المئة على رغم عدم توافر ارقام رسمية نظراً لعدم وجود قانون رسمي يحدد اسعار تلك القرى. ووصل سعر الغرفة الواحدة في الفندق الموجود داخل "درة العروس" الى ستة الاف ريال 1600 دولار لمدة خمسة ايام ووصل سعر الشاليه في الفندق الى 18 الف ريال 4800 دولار في المدة نفسها علما بأن متوسط سعر ايجار الشقق في الاحياء الراقية في جدة يصل الى الرقم نفسه. ولم تشذ القرى المنتشرة على ساحل "ابحر" عن هذا الارتفاع وبلغ متوسط الاسعار في تلك المنطقة، التي تضم نحو 50 قرية متنوعة الجودة، الى نحو 8000 ريال 2133 دولاراً لفئة غرفة وصالة وحمام و 11.500 ريال 3066 دولاراً و19 الف ريال 5066 دولاراً لفئة ثلاث غرف. وقدم بعض القرى عروضاً متنوعة مثل تسعيرها لشاليه من غرفتي نوم ومسبح بملبغ 13 الف ريال 3466 دولاراً. وكانت اسعار تلك المنتجعات الصيف الماضي ترواح بين 650 ريالاً لفئة الغرفة الواحدة لمدة ثلاثة ايام و1300 ريال لفئة غرفتين ونحو الفي ريال لفئة الثلاث غرف. ويبرر عاملون اتصلت بهم "الحياة" ارتفاع اسعار القرى والمنتجعات السياحية بزيادة شديدة في الطلب إذ قال احد المصادر: "ان الحجوزات المؤكدة وصلت حتى منتصف رمضان الى اكثر من 70 في المئة كدليل على الجدية في الايجار". واستفادت القرى والمنتجعات من غياب وسائل الترفيه داخل غالبية المدن السعودية الا البدائية منها الامر الذي صب في النهاية في مصلحة القرى، كما قال احد العاملين فيها، اضافة الى ان تنظيم البرامج السياحية داخل المدن السعودية حديث للغاية ولا يناسب الطبقات كافة. وتستفيد تلك القرى ليس من ساكني جدة فقط بل من الذين يقضون اجازاتهم فيها خصوصاً اولئك الذين يقضون الفترة الاخيرة من رمضان في المسجد الحرام في مكة ومن ثم ينتقلون الى القرى السياحية. وتحاول القرى السياحية تعويض فترة قصر الاجازة السنوية في السعودية السنة الجارية بسبب الامتحانات الفصلية الامر الذي جعل ذروة العمل هي الاسبوعين الحاليين. واشار احد العاملين الى ان عدداً من المستأجرين في تلك القرى يمارس احتيالاً لا يعاقب عليه القانون كونه يستأجر شاليه طاقته الاستيعابية خمسة اشخاص لكن عدد القاطنين فيه يزيد ثلاثة اضعاف وعند السؤال تكون الاجابة انهم ضيوف وسيغادرون. وعلى رغم كثرة المشاريع السياحية على ساحل البحر الاحمر الا انها لن تقلل من نسبة ارتفاع الاسعار الموسمية لكون تلك المشاريع مصممة لفئة ذوي الدخل المرتفع وتصل اسعارها في المتوسط ما بين 1.750 مليون و3 ملايين ريال للشاليه الواحد الامر الذي يجعل من المستفيدين منها فئة واحدة فقط. يُشار الى ان دراسة موثقة اشارت منتصف العام الماضي الى ان السياح السعوديين ينفقون سنوياً على السياحة الخارجية 30 بليون ريال 8 بليون دولار حصة السياحة الداخلية منها قليلة للغاية.