سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ابنة زعيم "حركة العدل والاحسان" استبعدت رفع الاقامة الجبرية عن والدها قريباً . نادية ياسين:نرفض المشاركة السياسية والبديل من الأوضاع المتردية بيد الملك
ذكرت ابنة الشيخ عبدالسلام ياسين زعيم "حركة العدل والاحسان" المحظورة ان "البديل من الاوضاع المتردية التي يعيشها المغرب حالياً لا بد ان يأتي من العاهل المغربي الملك محمد السادس بعدما فقد الرعايا المغاربة الثقة في الحكومة وفي مؤسسات الدولة". وكشفت ان اللقاء الذي عقد بين الحركة ومسؤولين في وزارة الداخلية الشهر الماضي لم يتطرق الى مسألة رفع الاقامة الجبرية عن والدها، مستبعدة حصول ذلك في الأمد المنظور. وقالت: "اننا نرفض ان نكتب أي رسالة على غرار ما فعل المعارض ابراهيم سرفاتي، والاعتذار يجب ان يأتي من السلطات". وأعلنت ان الحركة ترفض اي مشاركة من اي نوع في الحياة السياسية الحالية، "لأننا نرغب في ممارسة السياسة اكثر من الدخول في لعبة سياسية". وأكدت انه "ليست هناك اي مفاوضات مع الدولة اما الحريات فنمارسها بشكل طبيعي". ودعت السيدة نادية ياسين في مقابلة امس مع "الحياة" الى تغيير حقيقي في الحياة السياسية المغربية يستمد قوته من مشاركة الشعب، مطالبة بتنظيم انتخابات نزيهة لابراز الخريطة السياسية الحقيقية للبلاد. وقالت ان شخص الملك محمد السادس محبوب من قبل الشعب "وقد اعطى شعارات مشجعة منذ توليه السلطة كما ليست هناك في سلوكه اي عجرفة". وعبَّرت عن املها بأن "يحصل التغيير الحقيقي الذي يأمله الرعايا المغاربة بعدما فقدوا الثقة في مؤسسات البلاد". وعن وضع الشيخ عبدالسلام ياسين، قالت السيدة نادية ان الزيارات لا زالت ممنوعة عن والدها إلا من افراد عائلته والاقرباء، إلا انه حصل خلال السنوات الاربع الماضية نوع من التخفيف سمح بتعدد الزيارات لمنزل الشيخ ياسين. وكشفت السيدة نادية ياسين عن الجلسة التي جمعت في الثامن عشر من الشهر الماضي بعض اعضاء "حركة العدل والاحسان" مع مسؤولين في وزارة الداخلية الذين حاولوا أعضاء الحركة في مقابل الغاء التظاهرة التي كانت الحركة تنوي تنظيمها لابداء دعمها لشعب الشيشان في مواجهة الحرب مع روسيا، واوضحت "اقترحوا علينا ان نحول التظاهرة الى اي قاعة نرغب فيها لكننا رفضنا الامر"، وزادت ان مبدأ الحركة هو "ليست هناك اي مفاوضات مع الدولة اما الحريات فنمارسها بشكل طبيعي"، ونفت ان تكون المفاوضات مع الحكومة شملت قضية رفع الحصار المفروض على والدها، واعتبرت ان "الغاء 100 تظاهرة لن يؤدي الى الافراج عن الداعية". وقالت السيدة نادية ان "حركة العدل والاحسان" ترفض اي مشاركة من اي نوع في الحياة السياسية الحالية، معبرة عن ارتياحها بالمشاركة في نشاطات خاصة بالمجتمع المدني "حيث اللقاء مباشر مع الشعب"، وزادت "لا نريد الدخول في قوالب فارغة"، لأن "حركة العدل والاحسان ترغب في ممارسة السياسة اكثر من الدخول في لعبة سياسية"، مشيرة الى ان "الحركة غير محكومة بالوقت ولا يمثل العامل الزمني هاجساً لها". ولمحت ابنة الزعيم الاسلامي الى اشارات اطلقها النظام تجاهها لايجاد تسوية لمسألة الاقامة الجبرية التي يخضع لها الشيخ عبدالسلام ياسين منذ أكثر من عشر سنوات، مذكرة بزيارة البرلماني السابق عبدالصمد بلكبير الذي يعمل في رئاسة الوزارة اخيراً للشيخ ياسين "ومحاولته اقناعنا بشكل غير مباشر بموضوع ارسال رسالة على غرار ما فعله المعارض ابراهيم السرفاتي قبيل دخوله الى البلاد". وقالت السيدة نادية "لانريد ان نكتب اي رسالة. والاعتذار يجب ان يأتي من السلطات". إلا انها اكدت ان هناك اشارات ايجابية تزامنت مع وصول الملك الجديد الى السلطة منها عودة المعارض السرفاتي وعودة عائلة المهدي بنبركة. وانتقدت السيدة نادية ياسين ممارسات بعض اعضاء الحكومة، متهمة اياهم بتبذير اموال عامة في أمور خاصة لا علاقة لها بالشأن العام. وانتقدت اداء الاحزاب التي تدير شؤون البلاد، وقالت: "حتى المنتسبين لتلك الاحزاب اعترفوا بأن الاحزاب فاشلة ومفلسة"، في اشارة الى الانتقادات الموجهة الى الحكومة في شأن بطء عملها وعدم اتخاذها اجراءات ملموسة لفائدة العمل الاجتماعي وبطالة الشباب، واشارت الى ان نوعاً من الثقة استقر بعد مجيئ حكومة التناوب في شخص السيد عبدالرحمن اليوسفي على خلفية انه مناضل ومعتقل سابق وعاش في المنفى. لكنها اضافت ان آمال الرعايا المغاربة خابت في شخص اليوسفي وضاع رصيد الثقة، مشيرة الى ان اليسار المغربي عاد الى الوراء بدل ان يتقدم، واعتبرت ان الاحزاب السياسية في المغرب انطلقت منذ استقلال البلاد على قواعد خاطئة ولم تؤد دورها المنوط بها. وعن مشاركة "حزب العدالة والتنمية" الاسلامي المعتدل الذي يرأسه الدكتور عبدالكريم الخطيب في الحياة السياسية قالت السيدة نادية ياسين ان عدداً من اعضاء الحزب "ندموا كثيراً على دخولهم في التجربة السياسية الحالية وتحدثوا لنا عن تجربتهم المريرة داخل المؤسسات المنتخبة"، واعتبرت ان تحول العدالة والتنمية الى حزب سياسي "اجتهاد خاطئ"، مشيرة الى ان هناك وسائل اخرى للمشاركة في الحياة السياسية عبر عمل المنظمات والاقتراب من المجتمع المدني. وتساءلت "كيف نسمي توجه الحزب الى مؤسسة مفلسة مشاركة في العمل السياسي؟". وقالت السيدة نادية ياسين ان "حزب العدالة والتنمية تجمعنا معه امور كثيرة من بينها الدعوة، لكننا غير متفقين على مسألة المشاركة". واعلنت من ناحية اخرى عن عزم الحركة "تنظيم احتفال لمناسبة ذكرى فرض الحصار على الشيخ عبدالسلام ياسين خلال الاسبوع الثالث من الشهر الجاري يشارك فيه عدد من الهيئات السياسية والاحزاب وممثلو السفارات المعتمدين في المغرب".