عادت الروح الى جماهير النادي الافريقي بعد فوزه في مباراة "دربي" كرة اليد على الترجي 18-17 اثر مباراة مشوقة وحماسية الى أبعد الحدود وشدت اهتمام التوانسة في احدى سهرات ليالي رمضان، وبعد اسبوعين عرف فيها أحباء "باب الجديد" كل مشاعر الخيبة والاحباط بعد خسارة كأس الكؤوس الافريقية وهزيمة مروعة أمام الترجي في دوري كرة القدم... عادت البسمة الى احبائه الذين خالوا ان ناديهم المفضل حملته رياح عام 1999 خارج التاريخ. وكانت مباراة الاخوة - الأعداء في كرة اليد استثنائية بكل المقاييس من حيث مناخها العام ورهانها في الدوري حيث كان الناديين يتقاسمان الزعامة. وأصبح الافريقي بعد فوزه يتصدر طليعة الترتيب بعد الجولة السادسة ب18 نقطة وكذلك من حيث جمعها بين أفضل لاعبي تونس الذين يشكلون العمود الفقري للمنتخب، بل انها جمعت بين شقيقين وجها لوجه هما هداف الافريقي علي مادي ومنسق الترجي التونسي العائد من قطر محمد مادي. وشهدت المباراة حضوراً جماهيرياً مهماً تجاوز ال10 آلاف من جماهير الناديين وتغطية اعلامية موسعة أعادت الى الأذهان الاجواء التي تعرفها تونس قبل وأثناء "الدربي" التقليدي بين الافريقي والترجي في كرة القدم والتي فقدت نكهتها في الموسمين الماضيين لغياب تكافؤ الفرص والتوازن المطلوب. وعرفت المباراة أطواراً مثيرة للغاية، فالترجي التونسي المعزز بكريم تاج والحارس الزهواني خرج منتصراً بعد الشوط الأول 10-9، ثم عزز تفوقه ليرفع الفارق الى 6 أهداف في منتصف الشوط الثاني، وجد أمامه إرادة حديدية من وليد بن عمر العائد الى الافريقي بعد صعوبات مع رئيسه وعلي مادي الفتى الأسمر الذي صنع العجب ليعيد البسمة الى احبائه ويفوز الافريقي في نهاية المباراة 18-17. ويبدو ان كرة اليد والكرة الطائرة في طريقهما ليصبحا محل اهتمام التوانسة ويصنعا الفرجة في غياب دوري كرة القدم الذي فقد نكهته ولم يجلب لهم سوى "وجع القلب". فالنادي الافريقي فاز ببطولة الأندية العربية في شباط فبراير الماضي، والجمعية النسائية بالساحل توجت بطلة العرب في عمان في حين حصد النادي الصفاقسي لقبه العربي الثالث في الكرة الطائرة، وسيطرت تونس افريقيا في كلتا الرياضتين وشاركت مشاركة ايجابية في كأسي العالم. ولعل في اختيار حارس كرة اليد رياض الصانع أفضل رياضي 1998 ولاعب الكرة الطائرة محمد البغدادي افضل رياضي 1999، يبرز هذا التقدم للرياضتين في المشهد العام في تونس ويؤكد مقولة تقليدية يمكن سحبها عن كرة القدم التونسية بأن من لا يتقدم يتأخر بالضرورة.