حقق الترجي التونسي فوزه ال 29 على النادي الافريقي بهدف واحد سجله راضي الجعايدي 54 في اللقاء الذي جمع بين قطبي العاصمة والكرة التونسية في المرحلة السادسة من الدور النهائي لدوري كرة القدم وشهده نحو 30 ألف متفرج. واذا خسر الافريقي لقاءه ال85 أمام غريمه التقليدي وهبط الى المركز الرابع في المجموعة الاولى برصيد 9 نقاط فإنه غنم 200 الف دينار نحو 200 الف دولار هي ايراد المباراة. وهي الخسارة الاولى للافريقي امام الترجي في اربع مباريات جمعت بينهما تحت قيادة المدرب الفرنسي اكسبرايا، واسفرت المباريات الثلاث الاولى عن فوزين للافريقي وتعادل واحد. من جانبه رفع الترجي رصيده في صدارة المجموعة الى 18 نقطة من 6 انتصارات متتالية. واقيمت المباراة المنتظرة في منتصف الاسبوع وليس يوم احد لان المنتخب التونسي سيلعب ضد اوغندا في 10 نيسان ابريل الحالي في كمبالا ضمن تصفيات امم افريقيا. ويستمر دوام العمل في تونس في المؤسسات العامة والخاصة طيلة ايام الاسبوع من الساعة الثامنة صباحاً الى حدود السادسة الا ربعاً وتتخللها راحة للفطور، ويمكن الجزم بان اداء ومردودية الاعمال في المؤسسات انخفضت الى اكثر من النصف عن مستواها العادي يوم المباراة التي تابعها الجمهور اما مباشرة او عن طريق الاذاعة والتلفزيون. وعادة ما يكون هناك تشدد اداري في توقيت العمل، لكن مباراة الفريقين يمكن اعتبارها من دون مبالغة حدثاً وطنياً وكرنفالاً سنوياً يتطلب الاستعداد والانصراف له والفرحة به والتسامح في التشريعات. واختارت تونس منذ اعلان الجمهورية في 1957 النظام الرئاسي كنموذج للحكم، ويسيطر التجمع الدستوري على الحياة السياسية منذ بداية الاستقلال العام 1956، لكن التونسي يحبذ تقديم هويته في حياته اليومية اما "مكشخ" يعني منتصر للترجي الرياضي او "كليبست" كمحب للنادي الافريقي،. ويمكن اعتبار الترجي الافريقي كالتوأم. فالترجي تأسس عام 1919 والافريقي عام 1920،م وتطلق عبارة "على رؤوس بعضهم" للمواليد على التوالي، وعادة ما يسود العلاقة بينهما احتكاك وتنافس شديدان. وشهدت المباريات بين الناديين في تاريخهما 29 انتصاراً للترجي و21 للافريقي وحسم التعادل نتيجة 35 مباراة، ويعتبر اللاعب طارق ذياب قائد الترجي ومنتخب تونس سابقاً الاكثر حضوراً في "الدربي" ب 29 مباراة سجل خلالها سبعة اهداف، في حين اطلق محبو الافريقي كنية "الدابة السوداء" على اللاعب حسن بعيو حيث سجل في شباك الترجي 9 اهداف اغلبها في ربع الساعة الاخير منها ليحسم اللقاء لناديه. وينشط في تونس 257 نادياً لكرة القدم، وبها 59 ملعباً معشباً، واثر الموسم الحالي الذي يعتبر مرحلة انتقالية سيكون هنالك دوري محترف ب12 فريقاً، ومع ذلك يمكن اعتبار ان اندية النادي الصفاقسي والنجم الساحلي والترجي الرياضي والنادي الافريقي الاربعة الكبار التي اتمت استعدادتها المادية واللوجستية لهذا الدوري المحترف. ول"دربي" الترجي والافريقي نكهة خاصة على المستوى الشعبي والاحتفالي واضيفت اليه في السنوات الأخيرة مسحة طريفة عبر حضور اعداد مهمة ونشيطة من السيدات والفتيات، وفي حركة تعبر عن ذكاء قام النادي الافريقي بإعلان يسمح لكل الفتيات المصحوبات باقاربهن الدخول الى الملعب مجاناً ما اضفى على الأجواء الرجالية التي يغلب عليها التعصب والاستفزاز رونقاً مميزاً. وعادة ما يلجأ اتحاد الكرة في تونس الى التحكيم الاجنبي نظراً لحساسية هذه المباراة وسيطرة الاندفاع على اللاعبين. ففي سنة 1972 اقصى الحكم توفيق عيازة اربعة لاعبين من الترجي وانتهت المباراة بفوز الافريقي. وفي سنة 1994 فاز الترجي التونسي 4-صفر بعد ان اقصى الحكم فتحي بوستة اربعة لاعبين من النادي الافريقي. وبغض النظر عن نتيجة المباراة، فان النقاشات تستمر في البيت والشارع ومكان العمل في غياب مواضيع مهمة اخرى في انتظار المباراة القادمة.