دخلت معركة الانتخابات الرئاسية في الولاياتالمتحدة مرحلة المناظرات بين المرشحين الديموقراطيين والجمهوريين، كل على حدة، وتخللتها طروحات لأفكار المرشحين وبرامجهم، وفي الوقت نفسه ابراز مساوئ المنافسين. وجرت المناظرة الأولى مساء الأربعاء بين المرشحين الديموقراطيين نائب الرئيس آل غور والسيناتور السابق بيل برادلي، في جامعة دارثموت ولاية نيوهامشير، وهي الولاية الأولى التي ستجري فيها الانتخابات التمهيدية في أول شباط فبراير المقبل. وكما كان متوقعاً، لم تلق هذه المناظرة اهتماماً شعبياً ونقلتها شبكة "سي ان ان" التلفزيونية فقط بسبب اهتمام الرأي العام بالمباراة النهائية للعبة البيسبول الأميركية والتي شاهدها عشرات الملايين من الأميركيين. وظهر بوضوح من خلال المناظرة بين المرشحين الديموقراطيين، اقتراب وجهتي نظرهما في معالجة المسائل العامة، خصوصاً وان غور وبرادلي معروفان باتجاهاتهما الليبرالية، علماً ان برادلي يقع على يسار غور في المسائل الاجتماعية. وكان الصدام الأكبر بين المرشحين حول اقتراح السيناتور برادلي تعميم الضمان الصحي، الأمر الذي دفع غور إلى ان مقترح برادلي سيكلف المواطن الأميركي فوق طاقته، ويزيد عن فائض الموازنة الأميركية الذي يقدر بأكثر من ألف بليون دولار. ورفض برادلي منطق غور قائلاً إنها مشكلة كبيرة تحتاج إلى حلول كبيرة. وتفادى كل من غور وبرادلي الظهور وكأنهما قريبان من رئيسهم الديموقراطي بيل كلينتون بسبب فضيحة مونيكا لونيسكي. وظهرا وكأنهما صديقان غريمان وهما بالفعل صديقان، خصوصاً أنهما خدما في مجلس الشيوخ لسنوات طويلة. وحاول غور ان يكون مرناً في الكلام، خصوصاً أنه غالباً ما يكون جافاً وفي بعض الأحيان مملاً. وبعد انتهاء المناظرة بقي غور يتحاور مع الحضور لأكثر من نصف ساعة، ذلك ان هدفه الأول الآن هو الانتصار على برادلي في انتخابات نيوهامشير التمهيدية، علماً ان برادلي متقدم الآن على غور في استقصاءات الرأي في الولاية.