وصل الى السعودية الاسبوع الماضي فريق ياباني اوفدته الحكومة اليابانية من خلال الوكالة اليابانية للتعاون الدولي جايكا لمواصلة تنفيذ دراسة سعودية - يابانية مشتركة للتنقيب عن المعادن. ويضم الفريق أربعة من الخبراء الجيولوجيين اليابانيين المتخصصين في مجال التنقيب عن المعادن الذين سيواصلون أعمالهم حتى يوم 5 اذار مارس المقبل بالتعاون مع نظرائهم السعوديين. ويتولى الفريق الياباني - السعودي تنفيذ دراسة مشتركة خاصة بالتنقيب عن المعادن الفلزية الأساسية في السعودية والتي بدأتها "جايكا" العام الماضي بالتعاون مع وكالة الوزارة لشؤون الثروة المعدنية التابعة لوزارة النفط والثروة المعدنية السعودية. ويرأس الفريق الياباني يوشيهيرو كيكوتشي المدير الجيولوجي لشركة "نيكو" للتنقيب والتنمية المحدودة. وسينفذ الفريق الياباني أعمال المرحلة الثانية من هذا المشروع الذي يستغرق تنفيذه ثلاث سنوات والذي انتهت مرحلته الأولى في العام الماضي. ويشار هنا الى أن الهدف من هذه الدراسة هو القيام باكتشافات جديدة للمعادن الفلزية الأساسية في منطقة أم الدمار، والتي تقع على بعد 300 كيلومتر شمال شرقي مدينة جدة وعلى بعد 20 كيلومتراً جنوب شرقي منطقة جبل سيد التي تعتبر منطقة غنية بالمعادن المتنوعة. واجرى الخبراء خلال المرحلة الأولى من الدراسة مسحاً طبيعياً وجيولوجياً اقليمياً على مساحة 18 كيلو متراً مربعاً. أما المرحلة الثانية من الدراسة فستركز على المسح الحفري للمنطقة التي تم الانتهاء منها في شهر تشرين الثاني نوفمبر الماضي، اذ تم خلالها حفر ثماني نقاط بعمق اجمالي مقداره 2150 متراً والتي من خلالها تم تحديد المعادن في أجزاء منها. ويهدف المسح الى جمع معلومات جيولوجية استعداداً للمرحلة الثالثة من الدراسة والتي سيستخدم فيها طرق مسح جيولوجية حديثة ومتطورة. وتمول الحكومة اليابانية الدراسة التي يأمل أن تؤدي الى اكتشاف المعادن الفلزية الأساسية بكميات استثمارية كبيرة بعد ان أفاد أعضاء الفريق الياباني، وفقا ل"جايكا"، أن هذه المنطقة يمكن أن يكون لها "مستقبل واعد ما يجعلها منطقة جذب للاستثمارات المحلية والأجنبية الخاصة باستخراج المعادن بكميات اقتصادية كبيرة". ويقدر السعوديون عدد المعادن التي يمكن استغلالها تجارياً في اراضيهم بما يزيد على 35 معدناً حتى الآن، على رغم ما يشير الى وجود مناطق تمعدن لمعادن فلزية واخرى غير فلزية يتطلب الاعلان عنها مزيداً من الدرس والبحوث المتخصصة. ويتركز وجود المعادن في السعودية في منطقة الدرع العربي التي تتوسط الاراضي السعودية بمساحة 60 الف كيلو متر مربع وهي تماثل منطقة الدرع الكندي من حيث التكوين وتختلف عنها لجهة نوعية المعادن وعددها، اضافة الى مناطق اخرى محدودة في البلاد. وتملك وزارة النفط السعودية ممثلة في وكالة الوزارة للثروة المعدنية قاعدة معلومات عن مختلف انواع المعادن الموجودة في الاراضي السعودية استطاعت تأسيسها خلال سنوات خطط التنمية السابقة بالتعاون مع شركات اميركية واوروبية متخصصة. وقدمت الوزارة اكثر من 15 نشرة اعلامية عن بعض انواع المعادن التي ثبت امكان استغلالها بصورة تجارية وفي مقدمها الذهب، الفوسفات، النحاس، الزنك، الحديد، المغنزايت، الكاولين، ورماد الصودا، الرمل الزجاجي والبوكسيت. والبوكسايت. وتشير تقديرات الخبراء الى ان اجمالي ما انفقته الحكومة السعودية على عمليات الاستكشاف والدرس والبحث والتنقيب عن المعادن تجاوز بليوني دولار خلال العشرين عاماً الاخيرة. وتهدف السعودية الى زيادة مساهمة التعدين بما يزيد على تسعة في المئة من الدخل الوطني خلال المرحلة المقبلة. وتواجه صناعة التعدين في السعودية معوقات رئيسية في مقدمها نقص الطاقة والمياه وبعد مناطق التعدين عن قاعدة البنية التحتية للمدن السعودية وعدم امتلاك القطاع الخاص السعودي خبرات في مجال صناعة التعدين التي تتطلب استثمارات طويلة الاجل.