أنهت الفرق السعودية مباريات الذهاب من دوري خادم الحرمين الشريفين لكرة القدم وسط اجواء من الاثارة والغموض فرضت على المتابعين استحالة تحديد هوية الفرق الاربعة التي ستتأهل الى منافسات المربع الذهبي في نهاية دور الاياب. واعطى ترتيب الفرق في اللائحة مجالاً خصباً للتوقعات والامنيات التي شغلت الشارع الرياضي في السعودية، بعدما اشتد التنافس بين فرق المقدمة للظفر بالمركز الاول الذي يؤهل لتمثيل الاندية السعودية في البطولات الخارجية، فضلاً عن حجز مقعد في المربع الذهبي ونيل الجوائز المالية الكبيرة المخصصة لصاحب المركز الاول في المرحلة التمهيدية. وامتد التنافس بين الفرق الى قاع الترتيب الذي يشهد معركة هروب حامية للإفلات من بعبع الهبوط الذي بات يهدد اربعة اندية متقاربة في المستوى والنقاط. وشهدت منافسات الذهاب مفاجأة كبرى تمثلت في تراجع الهلال الاكثر فوزاً بالبطولات السعودية الى المركز السابع، واحتلاله اسوأ ترتيب له في اللائحة منذ سنوات، ما جعله ينتظر معجزة للحصول على مقعد في منافسات المربع الذهبي النهائية التي لم يغب عنها منذ ثمانية اعوام. وبرغم ان الاتحاد يملك مباراتين مؤجلتين قد تنقله نقاطهما من المركز الثالث الى الاول، الا ان جاره الاهلي انهى مبارياته في المقدمة مقتلعاً في طريقه الاخضر واليابس ومحققاً نتائج قوية ولافتة، وتمكن لاعبوه من تحقيق النسبة الاعلى في النقاط وعدد الاهداف ومرات الفوز وقوة الدفاع فضلاً عن عدم تعرض الفريق الى الخسارة طيلة 11 مباراة لعبها في القسم الاول من مباريات الدوري. وحافظت اندية الوسط على آمالها في الدخول الى المربع الذهبي، وحقق الاتفاق والرياض نتائج جيدة جعلت امكانية دخول احدهما الى منافسات المربع امراً وارداً، وبقي فريق النجمة في مركز متوسط جعل منه الفريق الوحيد الذي لا يأمل في المنافسة على المقدمة ولا يخاف الهبوط الى المؤخرة. وتمكن النصر من تأمين موقعه بين فرق المقدمة قبل مغادرته الى البرازيل للعب في بطولة العالم الاولى للاندية، واثبت انه استعاد قوته التي فقدها منذ اعتزال مهاجمه الشهير ماجد عبدالله وانهى مبارياته التي لعبها في القسم الاول من دون خسارة. ولم يكن عتاولة الشباب بحاجة الى الابقاء على فؤاد انور وفهد المهلل لاحتلال المركز الثاني وتحقيق ثمانية انتصارات، الا ان رحيل الثنائي المخضرم الى صفوف النصر قد يؤثر سلباً على الفريق الشبابي في مباريات القسم الثاني عطفاً على خبرة الحسم التي يملكها انور والمهلل. الاهلي الرهيب خطف فريق الاهلي الاضواء من الفرق الاخرى منذ بداية مباريات الدوري وظهر لاعبوه بأفضل ما لديهم منذ سنوات طويلة، وتمكن الفريق من حصد 27 نقطة بعدما فاز في 8 مباريات وتعادل في 3 ما جعله يحتل المركز الاول بفارق 3 نقاط عن اقرب منافسيه الشباب، وقاد المهاجمان طلال المشعل والكولومبي الكاتو فريقهما الى احراز 31 هدفاً كأقوى خط هجوم مع الاتحاد الذي احرز مهاجموه العدد نفسه. ولم يكن غريباً ان ينهي الاهلي مبارياته من دون خسارة خصوصاً ان خط دفاعه يعتبر الاقوى في الدوري، وساهم الحارس تيسير النتيف والمدافع عبدالله سليمان في منع وصول الاهداف الى مرمى الاهلي، ولم يتمكن مهاجمو الفرق الاخرى من هز شباك النتيف سوى خمس مرات. وتبدو حظوظ الاهلي قوية في المحافظة على تقدمه نحو المربع الذهبي، وهو يعتمد على مجموعة جيدة من اللاعبين امثال الحارس النتيف والمدافعين عبدالله سليمان وعبدالغني وشلية ولاعبي الوسط مسعد وقهوجي وسويد والمهاجمين المشعل والكاتو ابوسيفين، ويدرهب الفريق البرازيلي زاناتا. الشباب واثق الخطوة وتمكن سعيد العويران ورفاقه من حصد 24 نقطة جعلت الشباب ثانياً وعززت آماله في الوصول الى المربع الذهبي، وحقق الفريق انتصارات لافتة على الهلال 2-صفر والاتحاد 5-3. واستطاع لاعبوه تحقيق الفوز في 8 مباريات، وخسروا في 3، وهو الفريق الوحيد الذي لم يتعادل. وبرز منه الحارس راشد المقرن والمدافعون الداوود والخثران والحمدان ولاعبو الوسط السبيعي وسرور والعويران والمهاجمون الشيحان والعتيبي والمجرشي. ولدى لاعبو الشباب الثقة في استمرارهم في حصد النقاط والوصول الى المربع الذهبي، وتبدو فرصة الشباب جيدة لاحتلال احد المقاعد الاربعة. ويتولى البرازيلي الفارو تدريب الشباب خلفاً لمواطنه كارلوس روبيرتو، ورطة اتحادية ويواجه حامل اللقب الاتحاد مشكلة تراجع اداء ابرز نجوم الفريق كالخليوي والزهراني، ما جعل عروض الفريق تتأرجح من مباراة الى اخرى. لكن المدرب الكرواتي ايفان كاتلانيتشي تمكن من تحسين اداء الفريق في المباريات الاخيرة، وقاده الى تحقيق نتائج جيدة. وبات الاتحاد في وضع مريح يمكنه من المنافسة بجدية على دخول المربع الذهبي. ويملك الاتحاد 22 نقطة من 9 مباريات محتلاً المركز الثالث، ويمكنه القفز الى المركز الاول في حال فوزه على سدوس والنصر في مباراتين مؤجلتين. وتمكن الاتحاد من الفوز في 7 مباريات مقابل خسارته في واحدة وتعادله في اخرى. ويتساوى الاتحاد مع جاره الاهلي في الاهداف المسجلة وتمكن الايطالي روبرتو دونادوني من تسهيل مهمة زملائه المهاجمين الذين احرزوا 31 هدفاً واستطاع المهاجم حمزة ادريس من احراز 13 هدفاً بمفرده وصار أفضل الهدافين في البطولة. ويعتمد الفريق على الحارس حسين الصادق والمدافعين جميل والخليوي وسهيل ولاعب الوسط الزهراني والصقري ودونادوني والمهاجمين ادريس واليامي والحديثي. نصر جديد ونجح المدرب اليوغوسلافي ميلان زيفادينوفيتش في اعادة النصر الى سابق قوته وتمكن الفريق الاصفر من تحقيق 22 نقطة من 10 مباريات ضمنت له المركز الرابع، وحقق لاعبوه 6 انتصارات و4 تعادلات محافظين على سجلهم خال من الهزائم. ويبدو النصر مؤهلاً للدخول الى المربع الذهبي خصوصاً بعد انضمام لاعبين بارزين الى صفوفه اخيراً كالغشيان وانور والمهلل والموسى والمغربيان بهجا والتريكي والجزائري صايب، ويملك النصر مجموعة جيدة من اللاعبين كالهريفي والجمعان وماطر والظفيري. هلال غائب واحدثت نتائج الفريق الهلالي الاخيرة صدمة لدى انصاره الذين توقعوا من المهاجمين سامي الجابر وجاسم الهويدي ان يقودا الفريق الى قمة الترتيب باكراً وفشل ابرز هدافي الخليج في احراز اكثر من 12 هدفاً في 11 مباراة، ما جعل الهلال يحتل المركز السابع برصيد 14 نقطة جمعها من فوزه على سدوس والوحدة والرائد وتعادله مع النصر والاهلي والاتفاق والطائي والرياض. وبرغم ان ادارة النادي الغت تعاقدها مع المدرب لوري ساندري واستبدلته بالروماني يوردانيسكو الا ان اللحاق بفرق المقدمة لا يبدو امراً سهلاً خصوصاً وان جهوزية رباعي المقدمة تبدو افضل من الهلال. شبح الهبوط وتتسابق اندية سدوس والوحدة والطائي والرائد على الهروب من مؤخرة الترتيب الا ان حظوظ الوحدة وسدوس في البقاء باتت صعبة بعدما ساءت عروضهما في مباريات القسم الاول