أكدت السعودية والنروج في الرياض أمس حرصهما على استمرار العمل بتخفيضات انتاج النفط المتفق عليها بالتنسيق مع المنتجين الآخرين حتى انتهاء مدتها في اواخر اذار مارس المقبل. وقالت وزارة النفط السعودية ان وزير النفط والثروة المعدنية المهندس علي بن ابراهيم النعيمي اجتمع في مقر الوزارة في الرياض أمس مع وزيرة النفط والطاقة النرويجية ماريت ارنستاد. وبحث الاجتماع في التعاون الثنائي بين البلدين في المجال النفطي وتطرق الى أوضاع السوق النفطية الدولية وتطوراتها المختلفة. وحضر الاجتماع وكيل الوزارة لشؤون النفط الامير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز والمستشار في الوزارة الامير فيصل بن تركي بن عبدالعزيز ومحافظ السعودية لدى منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك سليمان الجاسر الحربش والوفد المرافق للوزيرة النروجية. وقال بيان مشترك اصدره الجانبان امس ان الهدف من الزيارة تبادل وجهات النظر في شأن أوضاع ومستقبل السوق النفطية وتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مجال الطاقة. وأبدا الجانبان ارتياحهما لعودة التوازن للسوق النفطية نتيجة للجهود التي بذلت من قبل بلديهما والمنتجين الاخرين من داخل "أوبك" ومن خارجها، مشددين على ان التوازن كان نتيجة لتعاون الدول المنتجة والدرجة العالية من التزام مستويات الانتاج المتفق عليها. واتفق الجانبان وفقاً للبيان على ان أساسيات السوق النفطية "تشير الى توازن، ما يتطلب الحرص واليقظة من المشاركين فى تلك السوق كافة لضمان استقرارها على المدى الطويل لما فيه مصلحة ومنفعة الدول المنتجة والمستهلكة على حد سواء". كما اتفق الوزيران على العمل على تقوية العلاقات الثنائية بين بلديهما في مجال الطاقة والتشاور مع الدول المنتجة الاخرى خلال الاشهر المقبلة لتعزيز مستويات التعاون والتنسيق بين تلك الدول. ولم يكشف البيان اذا ما كان الجانبان بحثا في تمديد اتفاق خفض الانتاج الى ما بعد اذار المقبل. من جهتها قالت مصادر نفطية خليجية ل "الحياة" ان دول "أوبك" تتجه للابقاء على قرار التخفيضات في الانتاج بمشاركة دول اخرى، ذكرت منها المكسيك، ورجحت انضمام دول اخرى الى الاتفاق دون ان تسميها. وفي تعليقها على المحادثات السعودية - النروجية قالت المصادر نفسها ان استقرار اسواق النفط واعتدال الاسعار من اهم مرتكزات اللقاء السعودي النروجي. وتوقعت المصادر تعاون النروج في الابقاء على اتفاق اذار مارس 1998 للمحافظة على مستوى الاسعار في معدلات معقولة ومقبولة بين المنتجين والمستهلكين. ووصفت الحالة التي تمر بها اسعار النفط في الاسواق العالمية بانها "مؤقتة"، متمنية عودة الاستقرار الى اسواق النفط وبمعدلات سعرية تلائم الاطراف كافة. ويشار الى ان وزراء "أوبك" سيجتمعون في فيينا يوم 27 اذار المقبل للبحث في السياسة الانتاجية بعد انتهاء اتفاق تخفيض الانتاج. وتنوي النروج رويترز وهي من الدول الرئيسية المصدرة للنفط الابقاء على قيود الانتاج حتى نهاية الربع الاول من السنة الجارية. وقالت انها لن تقرر قبل ذلك سياستها الانتاجية لما بعد ذلك. وشاركت النروج الدول الرئيسية المنتجة من أعضاء "أوبك" ومن خارجها في الحد من الانتاج في العام الماضي فخفضت انتاجها 200 ألف برميل في اليوم من ثلاثة ملايين برميل يومياً للمساعدة في دعم الاسعار بعد هبوطها الحاد عام 1998.