كشفت مصادر في مطار كولومبو والخطوط الجوية الباكستانية معلومات قد تبطل التهمة الاساسية الموجهة الى رئىس الوزراء الباكستاني المخلوع نواز شريف وهي تعريض حياة الحاكم العسكري الجنرال برويز مشرف والمسافرين معه للخطر، برفضه السماح لطائرة تقلهم بالهبوط في مطار كراتشي رغم نفاد الوقود منها. وكانت الحادثة التي حصلت يوم 12 تشرين الاول اكتوبر الماضي، ادت الى الانقلاب العسكري بعدما تحرك العسكريون لتأمين هبوط الطائرة القادمة في رحلة من كولومبو الى كراتشي عبر مالي وانقاذ مشرف الذي كان قائداً للجيش والمسافرين معه. واتهمت السلطات العسكرية الباكستانية شريف بإعطاء الأوامر لمنع الطائرة من الهبوط. وأظهرت معلومات خاصة توفرت لدى "الحياة" ان الوقود لم ينفد من الطائرة، بل جرى تزويدها كميات اضافية منه في كولومبو ومالي. واتضح من المعلومات التي كشف عنها قسم العمليات في مطار بندرنايكا الدولي في كولومبو، ان الطائرة كانت تحمل في خزانها 2000 كيلوغرام من الوقود عندما اقلعت من كولومبو في الساعة 15.3 بعد الظهر بالتوقيت المحلي. كما أكدت مصادر مطلعة في شركة الخطوط الجوية الباكستانية ل"الحياة" ان الطائرة زودت وقوداً اضافياً اثناء توقفها لمدة ساعة في مالي عاصمة جزر المالديف. ولم تخضع عملية تزويد الطائرة وقوداً الى اشراف مباشر من جانب الفنيين التابعين لشركة "أير لانكا" العاملين في مطار كولومبو، بل تولى مهندسو "الخطوط الجوية الباكستانية" ذلك اضافة الى توليهم اعمال الصيانة للطائرة. وحسب مصادر مطلعة في "الخطوط الجوية الباكستانية"، كانت الطائرة تحمل عند هبوطها في مطار كراتشي وقوداً يكفي للتوجه الى بلد خليجي مجاور والهبوط هناك. وقال احد هذه المصادر: "لكن قررنا عدم السماح بان نُعامل بهذه الفظاظة وان نهبط في كراتشي بغض النظر عما سيحدث". وتلت ذلك سلسلة احداث مثيرة مع اقتراب الطائرة التي تقل الجنرال مشرف من مطار كراتشي، إذ طلب ربان الطائرة ضوءاً اخضر للهبوط، لكنه اُبلغ بشكل موجز ان ليس في امكانه الهبوط وانه ينبغي التوجه بالطائرة الى نواب شاه. وتم عندئذ إشعار مركز العمليات في مطار كراتشي بأن الوقود المتبقي يكفي للتحليق لمدة سبع دقائق فقط وينبغي ان يُسمح للطائرة بالهبوط. ويبدو ان هذا أيضاً لم يترك أي تأثير. وعندما سادت حال من الذعر وسط الركاب وحلقت الطائرة مرتين فوق مطار كراتشي، لجأ السكرتير العسكري للجنرال مشرف الى استخدام جهاز الهاتف النقال الذي كان يحمله للاتصال بالجنرال عثماني قائد الفيلق المتمركز في المدينة. ومعلوم ان رئيس المحكمة الخاصة بمكافحة الارهاب القاضي رحمت حسين جفري قرر أخيراً النظر في الدعوى المثيرة للجدل ضد شريف والتي تسير الاجراءات القانونية المتعلقة بها ببطء في المحاكم منذ شهرين. وفي حال دين شريف بتهمة محاولة قتل مشرف وخطف الطائرة فانه قد يواجه عقوبة الاعدام.