حلم ظل يراوده وانطفأ عندما شعر بأن هناك نهاية مؤلمة هزت كيانه. رحلت المعاني الجميلة التي اختزنها في ذهنه فجعلته أسيراً لأفكاره. كانت نشوة راحت تجره نحو الجمال ولكن تعثر وتحطمت مجاذيفه ولم يعد هناك أمل. يناديه صوت من داخله: عليك بالخروج من دائرة الاحلام فالحياة لا تظل على حالها. ولكن هل ما زال الحلم بعيداً. اني لا امتلك شيئاً مميزاً عن البقية. هذا هو الواقع اصبحت اغرق في بحر التمنيات. سوف ارحل الى عالم اكون فيه وحدي اصارع كل شيء حولي عندها سوف اشعر اني حققت كياني، لأن من اصارعه لا يملك ما أملك. بقوتي سوف اسحقه كي اجسد شجاعتي التي فقدتها في مواجهة البشر. أشعر بالصمت والسكون يخيم على ما يحيط بي خوفاً من سطوتي. لا استخدم غير سلاحي احمله فوق كتفي عندما أسير في تلك الغابة. انه لغتي التي اتحدث بها مع من يعيش فيها. اطبق القانون الذي أريد وحسبما تقتضي حاجتي. ليس الا منطق القوة فمن يكون قوياً فهو الذي سوف يحكم. حين يغيب معنى الحوار والتفاهم في ادنى لحظات الغفلة فهي نهايتك. لن يعطوك مجالاً للتفكير أو للعفو فخير لك ان تبقى على حذر. عانيت كثيراً في ان اعيش وسط البشر الذين قضوا عليّ. جردوني من المعاني التي بحثت عنها. حاولت ان بكل استطاعتي المقاومة لكنني في كل مرت افشل. عندما رسمت المثاليات قالوا انك تعيش في الاحلام فخير لك ان تنجرف مع التيار. اذا اردت ان تكمل بقية حياتك دع مطالبك تأتي كيفما تشاء، وان كانت على حساب الآخرين. لن تستطيع ان تغير شيئاً. انه في اصرارك وتصميمك على التمسك بأفكارك سوف تظل في صراع لن ينتهي وتخسر عمرك، وفي النهاية تقتنع ان الحياة لن تسير حسبما تريد، لذلك فضلت الابتعاد وتخليت عن مبادئ وضعتها لنفسي، واخترت غابة الحيوانات حيث مكثت تكتنفني العظمة وحب الذات فأنا صاحب النفوذ وحدي بعيداً عن البشر. السعودية - عبدالله سليمان الطليان البريد الالكتروني: [email protected]