يموت الاحساس ويشعر الجسد بالفتور. حالة من الدخول في اللاوعي بتأثير طلقة نارية أصابته فراح ينزف دماً. لم يكن يعطي للحياة معنى وقيمة. أراد التخلص من واقعه فلم يجد غير ذلك بعدما تكالبت عليه الظروف وزادت في بؤسه وشقائه فاختار ان يضع حداً يريحه ويخلصه، وهذا ما لم يحدث، فقد كان هناك أمل اعاده الى الحياة لكي يكمل طريقه بشكل آخر. نظرة تبعث على التفاؤل وترسم صورة مليئة بالسعادة. تجد من لا يعلن الهزيمة، بل يجابه بقوة ولا يضعف امام موقف. فتح عينيه شيئاً فشيئاً فبدا له معالجه الذي حاول جاهداً ان يناديه فلم تأت الاستجابة إلا متأخرة. حرك شفتيه بتثاقل: أين أنا؟ لماذا جئت الى هنا؟ جاءت تلك الكلمات لتعيد الى ذلك الجسد معنى الحياة الذي كان سيفقد، كما هي الزهرة الذابلة التي حصلت على نقطة ماء فانتعشت وبدأت في فتح أوراقها للهواء والشمس. انه الإصرار على البقاء وصراع حتى آخر رمق. ما الذي دعاك الى فعل ذلك؟ لا تسألني عما أقدمت عليه، كان صوابا في نظري. ولكن ما الذنب الذي اقترفوه فأقدمت على قتلهم؟ إنهم سبب تعاستي وشقائي فلا أريد ان يبقوا ليعيشوا في معاناة من بعدي، اني اخترت الموت لي ولهم. لقد كنت قاسياً. انها صورة اليأس التي استقرت في عقلك وأوصلتك الى تلك الحالة. ألم تشعر انه مهما يكن من ظروف صعبة تبقى هناك بارقة أمل تظل تعيش معنا؟ نحن لسنا من يوقف الحياة انه ضد مشىئة الله. أرجوك كفى لقد ضقت ذرعاً ليتكم تركتموني لأموت. كلما تذكرت الأحداث فإنها تكاد تمزق جسدي. خير لي ان اقتل نفسي من أن اعتدي على الآخرين. عانيت كثيراً وأصبحت أسيراً للحاجة والعوز. تمر الأيام فتزداد معاناتي. كلما خيم الليل أفكر في يوم جديد يحمل الشقاء والتعاسة. ارقني التفكير ولم استطع ان أتغلب على حالي فأردت ان أضع حداً لهذا. انك لا تشعر بمدى معاناتي. ان الكلام لا يجدي. ان هذه الحياة صارت كئيبة. لا أرى فيها جدوى. وليست جديرة بأن أبقى فيها. إنك غارق في التشاؤم. نظرتك سوداء مظلمة. انني لم أر تلك الروح الانهزامية التي تجعل من الانسان ينحط الى هذا القدر. ألا يملك ذلك العقل المسيطر على هذه الأرض، وأنت تعلن الهزيمة والفشل وتأخذ قرارك من دون ان تمنح عقلك فرصة لأن يخرج من حيزه الضيق الذي حبسته فيه، فلم يعد يرى سوى تلك الصورة القاتمة والتي تمثلت في واقعك. ان الكثير من بني البشر يكافح وفق بيئته وحسب استطاعته ويرضى ويقنع مع الجد في التغيير في نواحي الكسب والرزق. نصائحك هذه لا تمثل لي إلا حلماً يمر عبر لحظة تفكير أو بعد نوم عميق يعيد لجسمي فترة تجديد تجعله يقاوم لوقت معين ولكنها لا تخرجه من حاله، بل يبقى كل شيء على وضعه. ولن يخسر من أعيش بينهم شيئاً لأنني لا أمثل وزناً اجتماعياً، بل انهم سيرتاحون مني ومن مطالبي التي لا تنتهي، لذلك أقول لك انني لم استطع ان أتغلب على الحياة، بل تغلبت علي، وخسرت معركتي معها فأعلنت الاستسلام. السعودية - عبدالله سليمان الطليان البريد الالكتروني altualyan @ayna .com