دعا رئيس لجنة حقوق الانسان في مجلس اللوردات البريطاني اللورد ايريك ايفبري الدول الغربية الى العمل المباشر لاطاحة نظام الرئيس العراقي الذي "لا يمكن بوجوده استعادة كرامة العراقيين والتحول نحو الديموقراطية في العراق". جاء ذلك في مداخلته امام مؤتمر حقوق الانسان في العراق الذي أنهى أعماله امس في لندن. واضاف ايفبري ان المجتمع الغربي عجز عن هزيمة "الطاغية" صدام حسين، و"ان السيناريو الوحيد الذي استكان اليه هو التفرج على الوضع المتدهور في العراق، والتغاضي عن الانتهاكات المستجدة لحقوق الانسان والقانون الدولي". وشدد ايفبري على استحالة محاكمة الرئيس العراقي وقيادته المتهمين بارتكاب جرائم واسعة ضمن المؤسسات الدولية الراهنة. واقترح بدلاً من ذلك التوجه الى تطبيق القوانين المحلية للبلدان الأوروبية التي لها سلطة محاكمة المتهمين بجرائم ضد الانسانية. وأكد ان التشريعات البريطانية يمكن ان تحاكم المتهمين بارتكاب التعذيب وتحاسبهم عن الجرائم المرتكبة منذ عام 1989 حتى الوقت الحاضر. من ناحيتها انتقدت البارونة ايما نيكلسون، نائبة رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الأوروبي، تردد العواصم الغربية في معالجة تدهور الأوضاع في العراق وعدم فاعليتها في مساعدة الشعب العراقي في محنته الراهنة. ومع انها اعتبرت ان العقوبات الدولية وسياسة الحظر المفروضة على العراق تسببت بإيذاء الشعب العراقي ايضاً، الا انها كانت وراء تقليص قدرة النظام في العراق على تهديد جيرانه ومواصلة بناء آلته العسكرية التي استخدمت في شن الحرب ضد بلدين من جيرانه. واكدت نيكلسون، وهي نائبة رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الأوروبي، حصول تغير في المزاج الأوروبي تجاه الملف العراقي، مشيرة الى ان "الملف العراقي سيدخل جدول اعمال الاتحاد الأوروبي قبل نهاية العام الحالي". كما وجهت البارونة نيكلسون نقداً غير مباشر الى فصائل المعارضة العراقية "التي وان كانت تجمع على مناهضة نظام الرئيس صدام حسين، إلا انها غير متفقة على أي شيء آخر". وأضافت الى ذلك "تأكيدها اهمية وحدة المعارضة ومحاولة استعادة ثقة العراقيين في الداخل في التعبير عن أنفسهم". وخصص المؤتمر الدولي لحقوق الانسان يومه الثاني للبحث في أوضاع المرأة في العراق ووسائل مساعدتها، كما بحث في جلسة اخرى موقف الاعلام الغربي من القضية العراقية.