لا يزال الكلام موصولاً في "الحياة" حتى يوم 23/12/1999م ص 19 عن السنة النبوية، وادعاء البعض بأن المحدّثين عُنوا بنقد السند أكثر من عنايتهم بنقد المتن. ويظن بعض الباحثين أن هذه المناقشة ترجع الى أحمد أمين، أو الى المتشرق جوزيف شاخت، والحقيقة أنها مناقشة قديمة قدم علم الكلام. واني اعتقد أن من الخطأ تحميل علماء الحديث مهمة نقد المتن، الأمر الذي أدى الى خطأ آخر، هو وصفهم بالقصور أو التقصير. اني أرى ان هذه المهمة هي مهمة أئمة الفقه. فالأحاديث القليلة التي ذكرها جمال البنا في "الحياة"، في العدد المذكور أعلاه، عن الردَّة، والقرشية، وولاية المرأة، يجب البحث عنها في كتب الفقه المقارن، القديمة والحديثة، أو كتب الخلاف الفقهي. فللفقهاء في هذا المجال جولات وصولات، ومهارتهم فائقة في مجال الاستدلال بالأدلة النقلية والعقلية، والبحث عن الحِكَم جمع حكمة والمقاصد والمصالح. وأخيراً فإن أحاديث قليلة العدد يجب ألا تؤدي الى زعزعة الثقة بالسنن والأحاديث النبوية الشريفة التي لا يعرف قدرها في البلاغة والتشريع إلا من تعامل معها بنفسه، ولم يكتف بأقوال الناس عنها مؤيدين أو معارضين. جدة - رفيق يونس المصري