اجمعت الصحف الصربية، الحكومية والمستقلة، على ان الرجلين اللذين نفذا اغتيال جيليكو رجناتوفيتش الملقب "اركان" السبت الماضي في فندق "انتركونتننتال" وسط بلغراد، كانوا على علاقة شخصية به، وأحدهم يرقد في المستشفى نتيجة اصابته بجروح بليغة من رصاص أحد مرافقي "اركان". ونفت صحيفة "بوليتيكا" شبه الرسمية الصادرة في بلغراد امس الثلثاء، اتهامات رئيس حزب "حركة التجديد الصربية" فوك دراشكوفيتش، بأن "مقتل اركان هو حلقة في مسلسل الارهاب الحكومي". واعتبرت ان التصريحات التي اطلقها غيره من زعماء المعارضة ضد السلطة "عارية من الصحة ومجرد هراء". وقالت الصحيفة التي تعبر عادة عن مواقف الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش، ان "حادث اغتيال اركان دخل منعطفاً جديداً بعدما القي القبض على احد منفذي العملية والذي أصيب بجروح بليغة وخضع لعملية جراحية، لكنه لا يزال في حال غيبوبة، وسيتم التحقيق معه بعدما يسترد وعيه". وأضافت "بوليتيكا" ان معلومات توفرت ان "اركان" كان على علاقة جيدة مع الشخصين اللذين نفذا العملية وانهما سلما عليه وقبلاه، وتبادلا الحديث معه لبعض الوقت وهو واقف، وغادرا المكان ثم عادا بعد دقائق ووقفا خلفه. واطلق أحدهما الذي لم يصب بجروح رصاصات عدة على رأس اركان من الخلف، من مسدس من نوع "بارا" عيار 9 ملم. وحسب الصحيفة فإن الشرطة الصربية "قطعت شوطاً مهماً في تسليط الضوء على دوافع قتل اركان، وسيتم اصدار بيان بشأنها في الوقت المناسب". وأوضحت ان ما تم التوصل اليه من معلومات حتى الآن "يطعن في صدقية ما يقال ان عملية القتل مخطط لها بصورة ماهرة، وان لها علاقة بالنشاطات التي قام بها اركان خلال الحرب أو مطالب محكمة لاهاي بتسليمه". وأشارت بوليتيكا الى انه لا توجد شرائط مسجلة حول الحادث، لأن آلات التصوير الكاميرات في مدخل فندق انتركونتيننتال وبهوه "تعطي الصورة للمراقبة لكنها لا تسجلها". واضافت "الا انه رغم ذلك فإن الشهادات التي قدمها العاملون في الفندق وفرت معلومات كافية لتوجيه التحقيق بالشكل المناسب". وافادت صحيفة "بليتس" المستقلة الصربية، انها علمت من اشخاص موثوقين في فندق "انتركونتيننتال" ان غالبية العاملين فيه "يعرفون شخصية منفذي العملية بالاسم، ولكنهم يلتزمون الصمت بناء على أوامر الشرطة لهم". محكمة جرائم الحرب الى ذلك، أفاد ناطق باسم محكمة جرائم الحرب في لاهاي ان ملف استدعاء جيليكو راجناتوفيتش "اركان" سيبقى مفتوحاً "الى ان تؤكد الحكومة اليوغوسلافية وفاته". واكد الناطق باسم المحكمة بول ريزلي ان اثنين من المحامين كانا اتصلا بالمحكمة كل بمفرده وقالا انهما يمثلان "اركان"، وهو مستعد للمناقشة معها في مقابل صفقة. وعلى صعيد آخر، افاد وزير الداخلية الكرواتي السابق يوسيب بوليكوفاتس الى صحيفة "سلوبودنا دلماتسيا" الصادرة في مدينة "سبليت" الكرواتية، ان الرئيس الكرواتي الراحل فرانيو توجمان "حصل على مبلغ مليون مارك الماني من الرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش في مقابل اطلاق سراح اركان من السجن في زغرب عام 1991".