بعد أن ضاقت بي كل السبل لم أجد إلا الكتابة وسيلة وحيدة. بدأت شيئاً فشيئاً تحمل عني أثقالي وتريحني. فقد وجدت أخيراً في الكتابة صديقاً أبوح له بكل أسراري. منذ اللحظة الأولى عرفت بأنني لم أدرك الفرح يوماً. فصديقي الجديد القديم إكتشف فيّ عمري الحزين. عيناي الدامعتان اشتاقت الى الضحك. فقد قيل لي أنه لم يزرني يوماً. سألت مرة لماذا؟ فبقي صامتاً. فرحتُ أسأل صديقي الوحيد عن فرحي التائه. كان الجواب كلمة واحدة لم أفهمها جيداً، قال لي صلّي. وسكت هو عن الكلام. عندها خطر على بالي ألف سؤال وسؤال. أأنا في عالم الحقيقة أم في عالم الخيال؟ أأنا في عالم العدل أم في عالم الظلم والإهمال؟ وإذا كان العالم مليء بالحب لماذا كل هذه الكراهية؟ بقي صديقي صامتاً للحظات ثم همس في أذني مرّة أخرى صلّي فتعرفين طعم الحياة. فرح أيام، حزن،أيام، وألم أيام، ومزيج من هذه كلها أيام وأيام. لكن لكثرة عنائي، سالت الدموع من عينيّ مرة أخرى. قلت له الفرح هاجرني، لم يعرفني يوماً، لم يدق باب قلبي يوماً، لم يقل لي هل تريدين أن تشتري بعض الإبتسامات والرقصات، لم يرسل لي الزهور الملوّنة والبيضاء، لم يُسمعني أحلى الأغاني والكلمات. ووضع صديقي يده على خدي، مسح دموعي وقال أنظري الى السماء. ألا ترين الشمس تشرق وتغيب؟ تأملي العصافير، ألا تهاجر ثم تعود؟ وأنتِ هكذا لا تستسلمي للحزن فيكِ فاحلمي وسافري الى اقاصي الجنوب والشمال، ابحثي عن السعادة في اقل الأشياء. لا تسافري بعيداً ابحثي بعمق حيث أنتِ. ابحثي دائماً عن لحظات الدفء والمحبة في كل أيامك. بيروت - جوسلين أبو أيوب