علم من مصادر اسرائيلية ان وزير الخارجية الاسرائيلي ديفيد ليفي عرض على المسؤولين المغاربة تشكيل لجنة ثنائية للبحث في مجالات التعاون، وتلقى ردود فعل مشجعة من الرباط. وتوقعت المصادر ان تعقد اللجنة اول اجتماع لها في المغرب في غضون اسابيع، بحيث يتزامن مع تطورات في العلاقات مع دول عربية على مستوى اعادة فتح مكتبي الاتصال الاسرائيلي في الدوحة ومسقط، والمضي في اجراءات التطبيع مع عُمان. وصرح ليفي الى "الحياة" امس بأن هناك رغبة اسرائيلية في تعزيز العلاقة مع المغرب الذي يحظى بالأولوية، مشيراً الى وجود مشاريع للتعاون في الزراعة والسياحة والتكنولوجيا. واعرب عن ثقته بإمكان القيام بدور مشجع في هذا النطاق كونه يتحدر من اصول مغربية، معتبراً ان بإمكان المغرب ان يستضيف مركزاً اسرائيلياً لنقل التكنولوجيا في مجال الانظمة المعلوماتية الى بلدان العالم الثالث. وسئل عن تأثير انفتاح دول شمال افريقيا على العلاقة الخاصة بين اسرائيل والمغرب، فأجاب ان التطبيع لن يضر بالعلاقة مع المغرب الذي "يتمتع باستقرار مشجع بخلاف الجزائر" التي توقع ان تساهم عودة الاستقرار اليها في تطور في العلاقة مع اسرائيل. الى ذلك، قال مصدر اسرائيلي ان تل ابيب تتوقع حلاً نهائياً على المسار الفلسطيني قبل العام 2001 الذي يمكن ان يؤرخ لإقامة دولة فلسطينية. وقال ان السلطات الاسرائيلية تعول على نتائج القمة الثلاثية التي ستجمع الرئيسين بيل كلينتون وياسر عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك في واشنطن في 19 الشهر الجاري. واضاف ان احراز تقدم في القمة سيمهد الطريق امام زيارة باراك المغرب. الى ذلك، توقع ليفي ابرام اتفاقات الوضع النهائي مع السلطة الفلسطينية هذه السنة، على ان يتم التوقيع على اتفاق مبدئي الشهر المقبل. وسئل عن تأثير مفاوضات المسار السوري على الوضع الفلسطيني، فقال: "نجري مفاوضات عسيرة مع سورية، لكننا عاقدو العزم على الاستمرار في طريق السلام مع الفلسطينيين". وأوضح ان هناك قضايا شائكة مثل الأمن والمياه تلقي ظلالها على المفاوضات مع السوريين، لكنه شدد على وجود رغبة سورية في المضي قدماً في المفاوضات، وقال ان "الرغبة في السلام ليست اسرائيلية فقط، بل سورية ايضاً". واضاف ان اسرائيل تسعى الى الوصول الى اتفاق مع دمشق يكون فاصلا امام اي احتمال لاندلاع الحرب في المنطقة ويؤسس لمرحلة سلام شامل ودائم. واشار الى ان تحقيق هذا الهدف صعب نظراً الى اختلاف مطالب الطرفين وصعوبة القضايا الأمنية المحيطة بعملية الانسحاب من الجولان. وشدد ليفي على ضرورة حضور الرئيس حافظ الاسد المفاوضات الجارية تحت رعاية الولاياتالمتحدة، لكنه رجح ان يتم ذلك في ضوء التوصل الى اتفاق على كل المسائل العالقة. وقال ان حكومته مستعدة للانسحاب من لبنان في اطار اتفاق "وهذا ليس ضعفاً منا بل رغبة في احلال السلام"، لكنه ربط التوصل الى اتفاق مع لبنان بتسوية مع دمشق. وقال: "دفعنا ثمنا باهظاً من اجل السلام"، مضيفاً ان السلام يجب ان يأخذ وقته الكامل. وتابع ان زيارته لبيته في منطقة الملاح في المدينة القديمة في الرباط منحته شعورا خاصا، مؤكداً انه بقي "مغربياً" على رغم انه اسرائيلي. وكانت زوجته زارت الاربعاء الماضي مدينة الصويرة التي تتحدر منها بعد غياب ل34 سنة. في غضون ذلك، صدرت من الرباط تأكيدات لجهة دعم مفاوضات السلام، وقال ناطق باسم وزارة الخارجية المغربية ان وزير الخارجية محمد بن عيسى عرض وليفي دور المغرب، الذي اكد استعداده الكامل لمواصلة المساهمة في المساعي الرامية الى احلال السلام في الشرق الاوسط. ونقل الناطق عن ليفي تأكيده ان اسرائيل "عازمة على التوصل الى سلام مع جيرانها العرب". وركزت محادثات ليفي مع المستشار اندري ازولاي على اوضاع التنظيمات التي تضم اليهود المتحدرين من اصول مغربية عبر العالم. وشكل الموقف من عملية السلام جانباً في المحادثات التي اجراها رئيس الوزراء المغربي السيد عبدالرحمن اليوسفي مع وفد من الكونغرس يزور المغرب.