دمشق - رويترز - شددت دمشق امس على ضرورة عودة الجولان كاملا اليها، رافضة بقاء المستوطنين فيه اذا ارادت اسرائيل سلاماً. وقال المدير العام للوكالة السورية للأنباء فايز الصائغ ان الوفد السوري المفاوض اكد خلال محادثات شيبردزتاون الاسبوع الماضي "ان الجولان السوري المحتل لن يكون تحت اي ظرف موضع مساومة ولن يُفرط بذرة تراب منه ولا بحق من الحقوق مهما طالت عملية السلام او قصرت". وأضاف: "السلام الذي بدأناه عام 1991 واوقفه الاسرائيليون عام 1996 واستؤنف عام 1999 هو السلام العادل والشامل الذي اراده المجتمع الدولي بقراراته المعروفة وبمبدأ الارض مقابل السلام. ويخطئ الاسرائيليون اذا راهنوا لحظة على ان سورية يمكن ان تساوم أو تفرط أو تلين، فالمسألة واضحة جداً ولا تحتاج الى لف ودوران ومناورة الاسرائيلي اذا اراد السلام فعلا". واتهم الصائغ اسرائيل، في مقال نشره في صحيفة "الثورة" الرسمية، بعرقلة التوصل الى اتفاق خلال جولة المحادثات في شيبردزتاون، من خلال محاولة تعطيل عقد اجتماعات لجنة الحدود التي تشكلت ضمن اربع لجان تبحث ايضاً في موضوع الترتيبات الامنية والمياه وعلاقات السلم العادية. التقدم الجوهري ولفت الى انه على رغم عدم تحقيق اي تقدم جوهري في موضوع انسحاب اسرائيل الى خطوط الرابع من حزيران يونيو 1967، كان هناك بعض الانجاز في ما يتعلق بتزامن عقد اللجان ووثيقة العمل الاميركية التي تنظم المفاوضات وتمنع التهرب من اي اتفاق يتم التوصل اليه. وكتبت الصحيفة في تعليق ان على اسرائيل سحب قواتها ومستوطنيها الى ما وراء خطوط حزيران من اجل تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة. وكانت صحيفة "هآرتس" أفادت اول من امس ان اسرائيل تريد ابقاء حوالى 17 الف مستوطن في الجولان عندما تنسحب من المنطقة، في حال التوصل الى اتفاق سلام مع سورية، مشيرة الى ان الاقتراح جاء في مسودة اتفاق سلام قدمتها الولاياتالمتحدة الى سورية واسرائيل خلال مفاوضات شيبردزتاون. وحض الصائغ في تعليقه رئيس الوزراء الاسرائيلي على ابداء الجدية المطلوبة خلال الجولة المقبلة في واشنطن الاربعاء المقبل، وعدم الالتفات الى المتطرفين الذين لا يريدون تحقيق السلام. وقال: "إما ان يكون باراك قائداً يتحمل مسؤولية اقرار السلام وهو الآتي الى السلطة على جناحي السلام، وإما ان يتحول الى هدف تتقاذفه تيارات التطرف الصهيوني التي لا تجد في مناخ السلام وسطاً تعيش فيه، ولا بأس امامنا جولة جديدة... ولكن لا يمكن ان تكون جولات مفتوحة على الفراغ، فهل يدرك الاسرائيليون هذه الحقيقة؟ نرجو ذلك".