يتحدد مصير زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله اوجلان غدا الثلثاء وهو اليوم المقرر للنطق بالحكم في القضية التي يواجه فيها تهمة الخيانة والسعي للانفصال. ويتوقع المراقبون ان يحكم على اوجلان بالاعدام ما يضع البلاد في دوامة عنف كردية ويضع حدا لانضمامها الى الاتحاد الاوروبي في المستقبل القريب. انقرة - ا ف ب - يتوقع ان تنطق محكمة امن الدولة التابعة لمدينة انقرة والتي تجري جلساتها في سجن في جزيرة ايمرالي غرب تركيا بحكمها على زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله اوجلان، في ما نسب اليه من تهم يعاقب عليها قانون العقوبات التركي بالاعدام. وينتظر المراقبون ان يصدر رئيس المحكمة الحكم بالاعدام على زعيم المتمردين الاكراد محققا بذلك رغبة اليمين في تركيا وان يقوم بكسر القلم الذي سيوقع به على هذا القرار، حسب التقاليد. وكانت محكمة امن الدولة في ديار بكر جنوب شرقي تركيا حكمت في ايار مايو الماضي بالاعدام على شمدين صديق الذي كان الذراع اليمنى لزعيم "الكردستاني" ووجهت اليه التهم نفسها الموجهة لاوجلان. ويرجح المراقبون ان يحكم على اوجلان 50 عاما بالاعدام، خصوصاً وانه اعترف بمسؤوليته عن الاعمال التي قام بها حزبه والتي نسبت اليه في لائحة الاتهام. وبدلا من ان يشكك في هذه الاتهامات، استند اوجلان في دفاعه على عرض بالسلام في حال ابقت السلطات التركية على حياته. واقترح ان ينزل مقاتلوه من الجبال خلال ثلاثة اشهر، في مقابل"حل ديمقراطي" للمسألة الكردية في اطار الدولة التركية. ولقي هذا الاقتراح تاييد حزب العمال الكردستاني الذي بدأ عام 1984 كفاحا مسلحا في جنوب شرقي تركيا من اجل اقامة دولة كردية مستقلة. وهدد الحزب في الوقت نفسه باغراق تركيا في دوامة الحرب اذا دين اوجلان. ورأى ممثلو الادعاء خلال المحاكمة ان اوجلان ليس رجل سلام وطالبوا في الثامن من الشهر الجاري بتوقيع عقوبة الاعدام عليه دون النظر في اي ظروف مخففة. الجيش والحكومة ومن جهته، اكد الجيش التركي الواسع النفوذ رفضه التفاوض مع "ارهابي" مدان في نظره بجرائم كبرى تتمثل في الاضرار بسيادة الاراضي التركية وسلامتها. وعلى الصعيد السياسي، لم يعلق اي مسؤول على عرض اوجلان في حين طالب محاموه بالرأفة معه معتبرين ان على المحكمة ان "تنتهز" هذه الفرصة التاريخية وتفتح الباب امام خيار السلام. كما اوضح المحامون انهم سيتقدمون باستئناف في حال صدور الحكم بالاعدام كما انهم يستطيعون اللجوء للمحكمة الاوروبية المعنية بحقوق الانسان. وفي حال تاييد الحكم من جانب محكمة النقض فان الكلمة الخيرة ستكون للبرلمان. واكد العديد من اقطاب البرلمان انهم سيصوتون لمصلحة اعدام اوجلان، من بينهم زعماء حزب الحركة القومية يمين متطرف والذي يمثل ثاني اكبر كتلة في البرلمان. والتزم رئيس الوزراء التركي بولند اجاويد الصمت رسميا حيال المسالة في الوقت الذي اكد بصورة شخصية انه يعارض انزال عقوبة الاعدام بحق اوجلان. انعكاسات ... داخليا وخارجيا ويتوقع ان يؤدي حكم محتمل بالاعدام الى ردود فعل خارج تركيا كما يمكن ان يؤدي الى حدوث قلاقل داخلية خصوصا ان موجة من الاعتداءات، اعلن حزب العمال الكردستاني مسؤوليته عن بعض منها، اعقبت القبض على اوجلان في منتصف شباط فبراير الماضي في كينيا. واوضح وزير الداخلية الالماني اوتو شيلي الذي تتولى بلاده حتى نهاية الشهر الجاري الرئاسةالدورية للاتحاد الاوروبي، ان حكم الاعدام سيهدد "بصورة خطيرة" جهود بلاده من اجل اعطاء "بعد اوروبي لتركيا" التي تنتظر الانضمام للاتحاد الاوروبي منذ اكثر من 30 عاماً. كما اعلن رئيس الجمعية البرلمانية التابعة لمجلس اوروبا، اللورد روسيل - جونستون، انه في حال اعدام اوجلان فان المجلس سيتخذ "مبادرات" من اجل تعليق عضوية تركيا.