القدس المحتلة - رويترز - انضم شركاء في الائتلاف الحاكم الذي يرأسه رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك الى التيار المعارض لانسحاب اسرائيلي محتمل من هضبة الجولان السورية بموجب معاهدة سلام مع دمشق. وعاد باراك الى اسرائيل أمس بعد أن اختتمت سورية واسرائيل الاثنين جولة من مفاوضات السلام استمرت اسبوعاً، بوساطة اميركية، من دون تحقيق تقدم في قضية الانسحاب من هضبة الجولان، لكن مع وعد باستئناف المحادثات في 19 من كانون الثاني يناير الجاري. وأعلن وزير الداخلية ناتان شارانسكي ووزير الاسكان اسحق ليفي، وهما من الجناح اليميني في الائتلاف الحكومي الفضفاض عزمهما الاستقالة إذا رضخ رئيس الوزراء الاسرائيلي لشروط سورية من أجل إقرار السلام. وتطالب سورية بانسحاب اسرائيلي كامل من هضبة الجولان التي احتلتها الدولة اليهودية في حرب العام 1967 والعودة الى خطوط الرابع من حزيران يونيو من ذلك العام. وقال شارانسكي الذي يتزعم حزب "اسرائيل بعاليا" الذي يمثل المهاجرين الروس لاذاعة الجيش الاسرائيلي "سنترك الحكومة في اللحظة التي يطرح فيها للتصويت اتفاق لا أستطيع أن أتحمل مسؤولية تأييده". وكرر ليفي الذي يتزعم "الحزب القومي الديني" الموقف نفسه، قائلاً انه فور التوصل الى اتفاق سيتعين على حزبه "تزعم من يعارضون الاتفاق". وشارك الوزيران مساء الاثنين في احتجاج اجتذب نحو 200 ألف اسرائيلي على رغم البرد والمطر في قلب تل أبيب للاحتجاج على الانسحاب من الجولان في اطار اتفاق سلام مستقبلي مع سورية. وعلى رغم هذا الحشد الهائل في أحد أكبر ميادين تل أبيب فقد ظل أقل بكثير من توقعات المنظمين الذين كانوا يأملون في مشاركة أكثر من 400 ألف شخص ليصبح أضخم تجمع سياسي في تاريخ اسرائيل. وكان 400 ألف اسرائيلي شاركوا في تظاهرة في الميدان ذاته ضد الغزو الاسرائيلي للبنان في 1982، وأصبح هذا التجمع أكبر تجمع يحصل في اسرائيل لدعم قضية سياسية. ولوح آلاف المتظاهرين باللافتات والاعلام الاسرائيلية فيما رددت مكبرات الصوت تسجيلات لرئيس الوزراء الاسرائيلي السابق اسحق رابين الذي اغتيل في الميدان عقب تجمع لتأييد السلام في 1995 وهو يشدد على الأهمية الاستراتيجية للجولان بالنسبة الى اسرائيل. وأعرب شارانسكي وهو أحد المنشقين السوفيات عن معارضته لجهود السلام التي يبذلها باراك على المسار السوري الآن قائلا: "نحن ضد موافقة اسرائيل المسبقة على الانسحاب من 99 في المئة من مرتفعات الجولان". ويقف المهاجرون الروس في طليعة المعارضين لإعادة الجولان الى سورية. وقال رئيس بلدية مستوطنة كتسرين في الجولان ان الاحتجاجات التي شهدتها تل أبيب اظهرت معارضة غالبية الاسرائيليين للانسحاب. وأوضح في تصريحات لاذاعة اسرائيل: "لسنا وحدنا، انه نضال عادل تؤيده غالبية الاسرائيليين". معتبرا ان الاسرائيليين لن يقبلوا "بالسلام الافتراضي" الذي تعرضه سورية. وتعهد باراك بطرح أي اتفاق سلام يتوصل اليه مع سورية لاستفتاء شعبي. وأظهر استطلاع للرأي أجري الاسبوع الماضي تراجع نسبة تأييد الاسرائيليين للانسحاب من الجولان اذ بلغت نسبة التأييد للانسحاب الاسرائيلي الكامل 41 في المئة مقارنة ب45 في المئة في كانون الأول ديسمبر الماضي. وصرح الوزير الاسرائيلي عضو حزب العمل بنيامين بن اليعازر بأن الاسرائيليين سيوافقون على المعاهدة فور الاتفاق عليها مع دمشق لأن إقرار السلام مع سورية يعني انهاء الوجود الاسرائيلي في لبنان. وقال أرييل شارون زعيم تكتل ليكود اليميني المعارض ان على باراك ان يقاوم الايقاع السريع الذي يفرضه الأميركيون على المحادثات التي جرت في شبردزتاون في فرجينيا. وقال: "ان عمل المفاوضين وفقاً لجدول زمني سريع أكثر من اللازم تمشياً مع المصالح الأميركية والسورية شيء يفتقر الى المسؤولية".