شن المقاتلون الشيشان امس، سلسلة هجمات في مناطق خارج غروزني، الحقوا خلالها خسائر فادحة بالقوات الروسية، باعتراف جنود روس تحدثوا إلى مراسلين أجانب. في الوقت نفسه، أقرت القيادة الروسية بأن جنودها "يواجهون مقاومة شرسة" خلال تقدمهم البطيء في اتجاه وسط غروزني، حيث تتمركز مجموعات من المقاتلين الشيشان مسلحة تسليحاً جيداً. وبدا ان المقاتلين الشيشان يستعدون لتوجيه ضربات خاطفة للقوات الروسية انطلاقاً من مواقعهم الجبلية التي بدأوا خلال الساعات ال24 الماضية اقامة تحصينات في سفوحها. وتعرضت تلك المواقع لغارات جوية روسية مكثفة رغم الضباب، ونفذت الطائرات الروسية نحو 80 طلعة خلال الساعات ال24 الأخيرة، شملت مناطق جنوب غروزني. ونقلت وكالة "انترفاكس" المستقلة عن مصادر عسكرية روسية ان مجموعة من حوالى 300 مقاتل شيشاني حاصرت مقر القيادة الروسية في مدينة ارغون 15 كيلومتراً شرق غروزني وتبادلت اطلاق النار مع عناصره. وأفاد شهود ان الشيشان اقاموا متاريس قرب المقر الواقع وسط المدينة، بعد طرد الروس من المنطقة. وتمكن حوالى مئة مقاتل شيشاني من اختراق الدفاعات الروسية في مدينة شالي 25 كيلومتراً جنوب شرقي غروزني واستولوا على مقر الادارة المحلية حيث يتمركز الروس، وألحقوا بهم خسائر فادحة في الأرواح. وتعرضت قافلة روسية الى مكمن شمال شرقي العاصمة، وتعرضت مدينة غودرميس الى هجوم شيشاني اعلن الروس صده. ولوحظ ان المقاتلين الشيشان يعمدون معظم الاحيان الى الانسحاب فور استكمال عملياتهم، ويتحركون من موقع الى آخر بسرعة لتجنب الغارات الجوية ومدفعية الدبابات الروسية. ومكنتهم هذه الاستراتيجية من الحاق خسائر بالروس، إذ شوهد عدد من المصفحات المحترقة على مداخل مدينة ارغون، فيما نقل مراسلون اجانب عن جنود روس في الشيشان وانغوشيا ان قيادتهم تتكتم على العدد الفعلي لضحاياها. ونقل عن هؤلاء الجنود العائدين من الجبهات ان بعض الوحدات الروسية مني بخسائر في الأرواح تجاوزت نصف عدده.