تحدثت وكالة انباء قريبة من حركة "طالبان" عن اعتقال "مئات الاشخاص" في اطار التحقيق في اعتداء استهدف زعيم الحركة محمد عمر. وفي غضون ذلك، تواصلت المعارك بين "طالبان" ومعارضيها شمال كابول حيث اكد المعارضون انهم كبدوا الحركة خسائر فادحة. واشارت المعارضة للمرة الاولى الى انها اشتبكت مع ميليشيات تطلق على نفسها اسم "طلبة الفقه" يبدو انها بدأت تنشط في الشمال الافغاني. اسلام اباد ، كابول - أ ف ب - اذاعت وكالة الانباء الاسلامية الافغانية القريبة من حركة "طالبان" ان "مئات الاشخاص" اعتقلوا في اطار التحقيق في الاعتداء الذي استهدف زعيم الحركة محمد عمر في 24 آب اغسطس الماضي في مدينة قندهار معقله جنوبافغانستان. وكانت شاحنة مفخخة انفجرت قرب مقر محمد عمر ، ما اسفر عن مقتل عشرة اشخاص واصابة عشرات بجروح، اضافة الى اضرار مادية جسيمة لحقت بالممتلكات. ولم يصب عمر بأي أذى. ونقلت وكالة الانباء الاسلامية الافغانية التي تتخذ من باكستان مقراً لها، عن مصادر لم تحددها، ان الاعتقالات "جاءت نتيجة اصرار السكان على تعقب المسؤولين عن الاعتداء واعتقالهم وانزال العقاب بهم". وأوضحت الوكالة ان حوالى عشرة آلاف شخص تجمعوا مساء اول من امس في احد مساجد قندهار، مطالبين باعتقال المعتدين. وكان محمد عمر اشار في تصريحات نقلتها الوكالة نفسها، الى تورط اياد اجنبية في الاعتداء. لكن محمد عمر استثنى الولاياتالمتحدة من بين الاطراف الاجنبية المتورطة، من دون اعطاء تفسير لذلك، علماً ان واشنطن أبدت مراراً استياءها الشديد من "طالبان" بسبب الحماية التي تقدمها الاخيرة لاسامة بن لادن الذي يتهمه الاميركيون بالارهاب والتورط في تفجيرات طاولت سفارتين لهم في افريقيا قبل سنة تقريبا. معارك الشمال على صعيد آخر، تواصلت المعارك امس شمال كابول حيث اكدت المعارضة الافغانية انها كبدت "طالبان" خسائر فادحة. وقال ناطق باسم المعارضة ان المعارك الاعنف وقعت على بعد 50 كلم الى الشمال من كابول "على الطريق القديمة" المؤدية الى شمال افغانستان انطلاقا من اقليم بروان. كما وقعت معارك اخرى بين قوات القائد الطاجيكي احمد شاه مسعود وميليشيات تطلق على نفسها اسم "طلبة الفقه" في نجراب على بعد 60 كلم الى الشمال الشرقي من كابول، في اقليم كابيسا. وأكد الناطق ان "ما لا يقل عن اربعين من عناصر الميليشيات قتلوا في المعارك"، من دون ان يحدد خسائر المعارضة. وأكدت مصادر مستقلة حصول المعارك من دون ان تقدم تقويماً للخسائر، في الوقت الذي لم يتمكن اي مسؤول في "طالبان" من التعليق على تصريحات المعارضة. وكانت المعارك استؤنفت في سهل شامالي الممتد من شمال كابول الى اطراف سلسلة الهندو كوش الجبلية المتنازع عليها بين قوات مسعود وحركة "طالبان" منذ تموز يوليو الماضي. واتهمت الاممالمتحدة "طالبان" بممارسة سياسة "الارض المحروقة" بتدميرها المنازل والمحاصيل بعد طرد سكان القرى. وشنت "طالبان" التي تسيطر على اكثر من 80 في المئة من افغانستان في 27 تموز يوليو الماضي هجوماً شاملاً على قوات مسعود "لقطع دابر المعارضة نهائياً". ومعلوم ان مسعود هو آخر قادة المعارضة الذي ما زال يقاتل "طالبان". ولم يعد يسيطر الا على اقصى شمال شرقي البلاد، اضافة الى قسم من سهل شمالي.