سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تخصيص الناقلة الجوية لا بد ان يسبق شراء الطائرات الجديدة . "بوينغ" و "ايرباص" تتنافسان على كسب رضا "المغربية" للفوز بصفقة لتوسيع الاسطول قيمتها بليون دولار
قبل شهور من اعلان مناقصة دولية لتوسيع اسطول "الخطوط المغربية" مطلع العقد المقبل، احتدمت المنافسة بين مصنعي طائرات "ايرباص" الاوروبية و"بوينغ" الاميركية للفوز بالصفقة التي تزيد قيمتها عن بليون دولار. واتخذت المبارزة حتى الآن طابع العلاقات العامة عبر اشراك التقنيين والصحافة والجمهور في الاختيارات المستقبلية لشركة "الخطوط الملكية المغربية". وأعد اتحاد "ايرباص" مؤتمراً اعلامياً في الدار البيضاء في نهاية شهر ايلول سبتمبر، للتعريف بطراز طائراته الجديدة التي زودت بها شركات عملاقة من بينها "الخطوط الفرنسية" احد الحلفاء التقليديين للخطوط المغربية. وتسخّر ايرباص لحملتها الترويجية طاقماً من خبراء العلاقات العامة والدعاية في محاولة لاقناع الطرف المغربي بجودة الطائرات الأوروبية ومردوديتها التجارية وسهولة الصيانة مع ضمان تدريب العاملين وتقديم شروط ميسرة للتسديد، وغيرها من المحفزات التجارية التي تكاد ترددها "ايرباص" في كل مناسبة مشابهة. وكانت "بوينغ انترناشيونال" من جهتها اختتمت زيارة علاقات عامة الى الدار البيضاء مطلع ايلول قادها الدو بازيل، المكلف الملف المغربي في المجموعة الاميركية العملاقة في سياتل، قدم خلالها عروضاً مغرية للطرف المغربي للابقاء على خيار طائرات "بوينغ" في الألفية الثالثة. وركزت الحملة على كلمة "وفاء" وهي تعني ان "المغربية"، التي ظلت لأربعين سنة تعتمد طائرات "بوينغ" ستمنح وضعاً خاصاً ل"بوينغ" باعتبارها اقدم زبون لها في شمال افريقيا. وتقول "بوينغ" ان الاتفاقات المالية مع "الخطوط المغربية" لا تحتاج الى ضمانات الدولة باعتبارها شركة ناجحة لها صدقية دولية، وانها احدى اقدم الناقلات الجوية في المنطقة التي حافظت على التعامل مع مزوديها. وتتحاشى "المغربية" في هذه المرحلة الدخول في جدل اعلامي حول خياراتها المستقبلية. وذكرت مصادر من الشركة ل"الحياة" "انه من السابق لأوانه الحديث عن حظوظ اي من المصنعين، لكننا سنعمل ضمن الشفافية المطلوبة وستكون اهدافنا خدمة مستقبل الشركة". وتعتقد المصادر ان حظوظ الطرفين متساوية وهي ستخضع لاجراءات تفاضلية لا يمكن الكشف عن تفاصيلها في هذه المرحلة من المنافسة. لكن السؤال الذي يطرح نفسه في الاوساط المعنية حالياً هو ما اذا كان الاعلان عن المناقصة الدولية لتوسيع الاسطول سيسبق تخصيص "الخطوط المغربية" أم العكس. ويبدو السؤال منطقياً على اعتبار ان الشركاء الجدد المحتملين قد يعدلوا خطة التوسع القائمة التي اعتمدتها الشركة. ويشير المدير العام للشركة محمد حصاد، الى ان قرار التخصيص وتوقيته وطريقة عرض الاسهم هي من اختصاص الحكومة التي لها اولويات. لكنه يستبعد في الوقت الراهن دخول اطراف جوية اخرى في رأسمال الشركة المغربية التي تشارك فيها "الخطوط الفرنسية" بنسبة اربعة في المئة وايبيريا بنسبة 1 في المئة. ومن جهتها تشير المصادر الحكومية الى ان فتح رأسمال المغربية وارد خلال النصف الثاني من العام 2000 لكن ذلك رهين باستكمال اجراءات تخصيص شركة "اتصالات المغرب" العملاقة التي تحظى بالأولوية وتقدر اسهمها بنحو خمسة بلايين دولار. وتبدو الصيغة التي تميل أوساط حكومية الى تفضيلها شبيهة بتلك التي سيتم تنفيذها في فتح رأسمال شركة الاتصالات، اي حفاظ الدولة على نسبة 51 في المئة من الاسهم وتكوين نواة صلبة لادارة الشركة، وطرح جزء من الاسهم امام صغار المدخرين عبر بورصة الدار البيضاء. وفي حال "المغربية" تعتقد مصادر وزارة التخصيص ان النسبة المطروحة للبيع ستكون في حدود 40 في المئة، جزء منها موجه للنواة الصلبة التي يمكن تكوينها من مستثمرين مؤسسين محليين وأجانب، وجزء آخر من رأس المال يعرض في بورصة الدار البيضاء. وتثير "الخطوط المغربية" شهية أكثر من طرف، فهي تعتبر من الشركات المتوسطة الحجم التي تحقق ارباحاً متواصلة في مرحلة يشهد فيها اغلب شركات النقل الدولي تراجعاً في الارباح. كما انها تتجه نحو السيطرة على شركات افريقية مثل شرائها "الخطوط السنغالية" ودخولها في تحالفات داخل القارة مع "الخطوط الافريقية" بمساندة واضحة من "الخطوط الفرنسية" المساهم الرئيسي. وكانت ارباح "المغربية" بلغت العام الماضي 40 مليون دولار وحجم الأعمال 600 مليون دولار وعدد المسافرين ثلاثة ملايين مسافر. ولفتت "المغربية" الانظار في معرض "توب ريزة" في مدينة دوفيل الفرنسية تحت شعار "مغرب 2000"، وهو ملتقى سياحي يشارك فيه نحو 5300 عارض وعشرة آلاف من المهنيين. وتسعى الناقلة من مشاركتها الى زيادة حجم حركة السياحة لتبلغ نحو مليون سائح فرنسي عام 2000. ويقدر عدد السياح الفرنسيين عام 1999 بنحو 600 الف شخص. وترغب الشركة في زيادة رحلاتها من والى فرنسا بنسبة 20 في المئة على ان تفوق النسبة 40 في المئة بالنسبة الى مدينتي مراكش وأغادير، وهي المناطق التي يحرص السياح الفرنسيون على زيارتها من دون المرور مباشرة بالمدن الكبرى مثل الدار البيضاء والرباط. لكن "المغربية" تضع في المقابل حداً فاصلاً بين توسع النشاط السياحي والتجاري، وهو الطموح الذي تضعه كل شركة طيران تستعد للألفية الثالثة، وبين اختيار نوعية الطرازات لتوسيع الاسطول بشراء طائرات جديدة. وتتوقع "المغربية" بنهاية عام 1999 تحقيق زيادة في حجم النشاط بنسبة 8.3 في المئة عن نتائج العام الماضي لتبلغ نحو 650 مليون دولار، على ان تنتقل الارباح الصافية للشركة الى 512 مليون درهم 55 مليون دولار مقابل 408 ملايين درهم عام 1998، ويزيد عدد المسافيرن الى 3.5 مليون شخص بارتفاع نسبته 14.4 في المئة. وينتظر ان يحقق الرواج على متن الخطوط المنتظمة ارتفاعاً قدره 17.5 في المئة بينما يرتفع رواج رحلات الطيران العارض "شارتر" 19 في المئة.