برلين - "الحياة" - أفضل نصيحة يمكن ان تعطى للالمان الذين يكتشفون اختفاء سياراتهم من دون أثر هي ان يبحثوا عنها في مكان يبعد 2000 ميل شرقاً: في معارض السيارات المستعملة في موسكو. فالارقام التي نشرت هذا الاسبوع تظهر ان نصف مليون سيارة سرقت من المانيا خلال السنوات الثلاث الماضية من قبل اكبر عصابة لسرقة السيارات في العالم. وتعتبر السيارات من طراز "مرسيدس" و "بي إم دبليو" و "فولكسفاغن" اهدافاً مفضلة للعصابة الروسية التي تستأجر بولنديين لسرقة السيارات و "تبييضها" عبر الاراضي البولندية قبل ان تصبح جاهزة لاعادة بيعها في السوق السوداء في موسكو. ولا تشكل السيارات المسروقة سوى جزء من عملية ضخمة تتضمن تفكيك حوالي 550 الف سيارة في المانيا سنوياً لتوفير قطع غيار لاسطول السيارات المهربة. ويفسّر هذا الوضع ارتفاع كلفة تأمين السيارات بالنسبة للالمان الذين يعيشون في مناطق مجاورة للحدود مع بولندا وجمهورية تشيخيا، وسبب رفض شركات تأجير السيارات السماح باستخدام سياراتها في هذين البلدين. وتجد سيارات تزيد كلفتها على 20 الف جنيه استرليني في المانيا طريقها الى موسكو حيث تباع باسعار واطئة جداً. واكتشف مسؤول كبير في شرطة برلين اخيراً ان سيارته التي سُرقت في وقت سابق السنة الجارية، وهي من طراز "مرسيدس"، تُستخدم في شوارع موسكو. وقالت الشرطة الالمانية ان العصابة الروسية تزود السراق لائحة تسوق بالسيارات المستهدفة في انحاء المانيا. ولا توجد أي صعوبة في نقل السيارة المسروقة عبر الحدود الى بولندا حيث يعاد طلاؤها وتزود بلوح رقم جديد ووثائق تسجيل مزورة. ويعتبر وقف تدفق السيارات المسروقة ضمن اولويات حكومة برلين التي تعهدت تكريس مزيد من الجهود والاموال لمكافحة الجريمة المنظمة في روسيا وعمليات تبييض الاموال التي تديرها هذه العصابات خارج البلاد. ويحتفظ جهاز "انتربول" بملف كبير حول المنظمين الرئيسيين لعمليات سرقة السيارات، لكنه عاجز عن الوصول اليهم. وتسعى المانيا الى إيفاد ضباط شرطة متخصصين الى موسكو لمعالجة هذه التجارة غير المشروعة.