خلال النصف الأول من عقد الثمانينات كان اسم المخرج الياباني ناغيزا اوشيما، على كل شفة ولسان. ثم اختفى اوشيما بعدما فشل فيلمه الاخير "ماكس ياحبي"، وهو فيلم فرنسي، في اقناع جمهور كان اعتاد على "فضائحية" سينما هذا الرجل المشاكس والاستفزازي. واليوم بعد 13 عاماً من الغياب، ها هو اوشيما يعود من جديد، ليحقق فيلماً مفاجئاً عنوانه "غوهاتو" انتهى قبل اسابيع من تصويره، وينجز له الآن اشغاله التقنية. وعلى الرغم من تقدمه في العمر بعض الشيء، فان الفيلم الجديد سيأتي ليقول لنا ان اوشيما لم يعقل بعد، وانه - كما حاله دائماً - يصر على ان تكون افلامه مشاكسة استفزازية. فهو لئن كان هنا يقدم لنا حكاية، تبدو في اول الأمر، عادية، عن رجال الساموراي، فان المفاجئ فيها هو ان هؤلاء الساموراي الذين يقدمهم ويروي حكايتهم، ليسوا رجالاً بما فيه الكفاية. رجولتهم، فقط، في صراعاتهم، اما فيما بينهم فانهم شيء آخر تماماً! اوشيما يفضل ألا يعطي التفاصيل منذ الآن. ولكن من المعروف ان دور البطولة في فيلمه الجديد هذا، يقوم به زميله المخرج تاكيشي كيتانو، الذي عرف كيف يصنع اسماً لنفسه تحديداً خلال السنوات التي غاب فيها اوشيما. ونحن نعرف ان كيتانو عُرف اولاً كممثل ولا سيما في فيلم "فوريو" الذي حققه اوشيما قبل 16 سنة. ولكن اين كان اوشيما خلال السنوات الماضية؟ كان على التلفزيون حيث راح يظهر في برامج مساجلات فكرية وسياسية وفنية، وكان دائم التنقل - كما حاله الآن - على كرسي ذي عجلات بسبب اصابته في حادث سيارة خطير قبل سنوات. نذكر ان غياب مخرج "امبراطورية الحواس" عن السينما كل هذا الوقت كان تلا فشل مشروع كان يعده عن حياة اول ممثل ياباني برز في هوليوود في سنوات العشرين.