برلين - د ب أ - تلتقي الدول الصناعية الكبرى في العالم اليوم الخميس مع مجموعة من الدول النامية واربع مؤسسات دولية لوضع خطة تهدف الى تحقيق الاستقرار في الاسواق العالمية وتجنب تكرار الازمة التي شلت الاقتصاد العالمي منذ عامين. وسيكون اللقاء في برلين اول تجمع رسمي لما يعرف بمجموعة ال20. واضافة الى القوى المالية الكبرى مثل الولاياتالمتحدة واليابان والمانيا، سيضم الاجتماع دولاً مثل الصين والبرازيل وجنوب افريقيا. وفي الاشهر الاخيرة، استمر انحسار ازمة الاسواق الناشئة التي اثرت على اسواق المال العالمية وادت الى تراجع مسار نمو الاقتصاد العالمي. وعلى رغم ذلك فان التفكير في اجراءات وقائية لتجنب تقلبات السوق سيشكل جزءاً مهماً في المحادثات التي ستعقد في العاصمة الالمانية. ويذكر ان فكرة مجموعة العشرين برزت بعد الازمة الاقتصادية التي اجتاحت آسيا عام 1997 وامتدت الى الاسواق الناشئة في اجزاء من اوروبا الشرقية واميركا اللاتينية. وبمبادرة من الولاياتالمتحدة، قررت مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى الولاياتالمتحدةوالمانيا واليابان وبريطانيا وفرنسا وايطاليا وكندا في اجتماعها في كولون في المانيا في حزيران يونيو الماضي توسيع محادثاتها المتعلقة بالنظام المالي الدولي لتستوعب آراء من كافة انحاء العالم. واضافة الى مجموعة الدول السبع سيشارك في اول اجتماع لمجموعة ال20 ممثلون من استراليا والارجنتين والهند واندونيسيا وكوريا الجنوبية والمكسيك وروسيا والسعودية وتركيا. كما سيحضر الاجتماع الذي سيستغرق يوماً واحداً ممثلون عن صندوق النقد الدولي والاتحاد الاوروبي والبنك الدولي، اضافة الى رئيس البنك المركزي الاوروبي فيم دويزنبرغ. وسيعقد الاجتماع في مقر وزارة المال الالمانية. ويأتي اجتماع مجموعة العشرين في برلين، في الوقت الذي يزداد فيه التفاؤل في شأن اقتصاد العالم والسرعة التي تمكن فيها من الخروج من الاضطرابات التي جاءت نتيجة الفوضى في الاسواق الناشئة. غير ان عدداً من خبراء الاقتصاد يقول ان تراجع الازمة في الاسواق الناشئة سيؤدي الى تخفيف الضغط على الحكومات لتقديم خطط لاعادة التفكير في الهيكل الاقتصادي العالمي. وستحاول مجموعة ال20 في محادثات برلين التي سيرأسها وزير المال الكندي بول مارتن، ايجاد دور لها على الساحة الدولية التي تعج حالياً بالمنظمات الدولية وهيئات المفكرين. وسيضم جدول اعمال الاجتماع على وجه التحديد تنظيم القطاع المالي ومناقشة آليات الاشراف وادارة الديون ومناقشة انظمة معدلات الصرف والتمويل الدولي في الشؤون المالية العامة. ويقول مسؤولون ان الولاياتالمتحدة تأمل ايضاً في استغلال اجتماع برلين من اجل الضغط لادخال اصلاحات على صندوق النقد الدولي. اذ ان واشنطن تعتقد انه يتعين على الصندوق ان يولي اهمية اكبر لمسألة الاقراض الطارئ للدول التي تواجه ازمات اقتصادية. وبالاضافة الى هذه النقاط، يشير المسؤولون الى ان اجتماع اليوم سيتضمن دراسة الخطوات اللازمة لبناء نظام مصرفي ومالي فعال وشفاف. كما يتوقع ان يناقش الاجتماع كيفية ايجاد هيكل شفاف لتخصيص الاموال، كما سيناقش اجراءات لمكافحة الفساد. ومع الاخذ في الاعتبار كافة النقاط السابقة، يأمل المسؤولون في ان يتمكن الاجتماع من تحديد نقاط الضعف في النظام المالي العالمي.