اعتبر رئيس الحكومة اللبنانية الدكتور سليم الحص ان ما قاله وزير التخطيط والتعاون الدولي في السلطة الفلسطينية الدكتور نبيل شعث عن "غايات سيئة" وراء توقيت لبنان ابراز موضوع "توطين" اللاجئين الفلسطينيين "كلام في غير محله على الاطلاق". وقال في حديث أجرته معه "الحياة" راجع ص 4 في نيويورك ان "توقيتنا هو توقيت المحادثات، فنحن لا نستطيع ان نتصور استقراراً في المنطقة وقضية اللاجئين لم تلق بعد الحل العادل لها". وحمل شعث على انشغال اللبنانيين برفض التوطين وقال في حديث مع "الحياة" راجع ص 3 ان المقصود بالحديث عن التوطين هو "التهجير، وللأسف هناك مؤامرة لتهجير الفلسطينيين… ونصف اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، حوالى 150 ألفاً منهم هُجِّروا… هجّرتهم السياسة اللبنانية التي عملت على حرمانهم من العمل والحياة". ورد الدكتور الحص على ما قاله شعث متسائلا: "لا ادري من أين جاء بهذا الرقم. ولماذا نتحدث عن الفلسطينيين الذين غادروا لبنان ولا نتحدث عن اللبنانيين الذين غادروا". وعبّر شعث في حديثه عن استياء كبير من الطروحات اللبنانية في مسألة التوطين. وقال ان الشعب اللبناني "اكثر من احتضن وتآخى مع الشعب الفلسطيني" وتحمل اللاجئين لمدة 50 سنة "والآن، وهم على وشك العودة، يكثر الحديث عن التوطين بطريقة وكأن الفلسطينيين عالة او مرض خبيث". واعتبر ذلك "كلاماً فارغاً وتآمرياً. فالحل النهائي هو الذي سيعيد اللاجئين الى فلسطين". وقال "صبرتم 50 سنة، فاصبروا علينا قليلاً". وأكد الحص من جهته ان "لبنان استضاف هذا العدد الكبير من الفلسطينيين واحتضنهم وهو يتبنى قضيتهم اليوم، وهو اذ ينادي بعودة الفلسطينيين الى ديارهم فانما يفعل ذلك لأن هذا الشيء هو في جوهر القضية الفلسطينية. واللبناني يلتقي مع الفلسطيني على هذا الأمر". وتناول الحديث مع الحص مدى اطلاع الديبلوماسية السورية للديبلوماسية اللبنانية على ما يجري من اتصالات بهدف استئناف المفاوضات على المسار السوري - الاسرائيلي. وقال: "ليست هناك مفاوضات بالمعنى الصحيح حول الجوهر" بين الطرفين السوري والاسرائيلي عبر الوسيط الأميركي، وانما يتركز البحث على "العقدة التي تحول دون استئناف المحادثات". وزاد ان "الموضوع الأساسي"، أي كيفية الاتفاق على استئناف المحادثات من حيث توقفت، "فهو ليس شكلياً وانما هو يتعلق بالجوهر أيضاً". رفض أي ترتيبات وأصر الحص على الرفض اللبناني القاطع لأي بحث في ترتيبات أمنية ترافق أو تتبع انسحاباً اسرائيلياً من جنوبلبنان. وشدَّد على ان "السوريين لا يبحثون في ترتيبات أمنية في الوقت الحاضر"، معتبراً ما يقال بأن المفاوضات المكوكية التي تقوم بها الديبلوماسية الأميركية وتتضمن البحث في النواحي الأمنية "افتراض في غير محله". ورفض الحص الاجابة عن مستقبل "حزب الله" عند انتهاء الاحتلال الاسرائيلي. واعتبر ان المنطق القائل بأن انتهاء الاحتلال ينهي منطق المقاومة "موضوع سابق لأوانه". وقال: "لا نريد ان نستبق الأمور، وليس من المفروض ان نكشف آخر ورقة معنا قبل ان تبدأ المحادثات".