اقتحمت القوى الأمنية اللبنانية البارحة سجن رومية شمال شرقي بيروت، في محاولة للسيطرة على حركة تمرد، إثر فشل مفاوضات استمرت ليوم كامل مع سجناء يطالبون بإصلاح أوضاعهم، ويحتجزون عددا من حراس السجن. وقال مصدر أمني في تصريح صحافي «تحاول فرق خاصة من قوى الأمن الداخلي السيطرة على حركة التمرد في سجن رومية، إثر قيامها باقتحامه». وأضاف أن «قوات الشرطة سيطرت على مبنى فيه مساجين إسلاميون، وتعمل للسيطرة على مبنيين آخرين». وذكر أن «سبعة سجناء أصيبوا باختناق جراء إحراق أمتعة في المباني». وأشار المصدر الأمني إلى أن «السجناء المتمردين يحتجزون عددا من عناصر الشرطة الذين يقومون بحراسة السجن». وقال مرشد عام السجون في لبنان الأب مروان غانم لفرانس برس إن هناك «ثلاثة حراس محتجزين»، إلا أن المصدر الأمني رجح أن يكون عدد الحراس المحتجزين أعلى. وأوضح غانم (أحد المشاركين في المفاوضات مع السجناء المتمردين) أن «ثلاثة حراس احتجزوا» في أحد المباني، لافتا إلى أن الكهرباء قطعت عن السجن بهدف منع السجناء من شحن الهواتف النقالة التي جرى تهريبها إلى السجن. وبدأ التمرد في سجن رومية السبت، حيث قام السجناء بإحراق فرش وتحطيم أبواب ونوافذ في مبنيين، قبل أن تنتهي حركة الاحتجاج الأحد بوعود بالإصلاح المعيشي والقضائي، من دون أن تدخل القوى الأمنية بالقوة إلى السجن. إلا أن السجناء عاودوا الاحتجاج الاثنين. وصدرت الأوامر باقتحام السجن البارحة، بعدما فشلت مفاوضات مع السجناء الذين يطالبون ب«العفو الشامل والكامل عن جميع المساجين» بحسب ما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام، نقلا عن أحد المفاوضين باسمهم. وخارج السجن، تظاهر العشرات من أقرباء السجناء المتمردين قبل أن يقطعوا الطريق المؤدي إلى السجن لوقت قصير، مستخدمين الإطارات المشتعلة والحجارة والأسلاك الحديدية بحسب ما أفادت مصادر صحافية في المكان. وطالب الأهالي بدخول السجن لرؤية أبنائهم ونقل الطعام إليهم، إلا أن القوى الأمنية منعتهم من ذلك.