واصلت الطائرات الروسية غاراتها على العاصمة الشيشانية غروزني لليوم الرابع على التوالي، مستهدفة مراكز الاتصالات السلكية واللاسلكية في المناطق الجنوبية من المدينة، فيما لمح وزير الدفاع الروسي إيغور سيرغييف إلى احتمال اجتياح الشيشان في ضوء تصاعد التوتر في منطقة القوقاز. موسكو، غروزني - أ ف ب، د ب أ، رويترز - لم يستبعد وزير الدفاع الروسي ايغور سيرغييف امس الاحد ان تغزو القوات الروسية الشيشان، مؤكداً انها اعدت خططاً لاجتياح بري للجمهورية. وابلغ الوزير وكالة "انترفاكس" ان "لدينا عدداً من خطط العمليات البرية المختلفة التي ستطبق استناداً للوضع"، فيما نقلت وكالة "ايتار تاس" عنه قوله ان "هدفنا الاول هو القضاء على العصابات". وهذه المرة الاولى التي يلوّح وزير الدفاع الروسي باجتياح الشيشان في محاولة للقضاء على المقاتلين الاسلاميين الذين انطلقوا منها الى جمهورية داغستان المجاورة حيث تحصنوا، معلنين اقامة "دولة اسلامية" هناك. واكد مسؤولون روس ان الغارات الجوية ستستمر الى ان يتم القضاء على المقاتلين وقواعدهم ومواقعهم في الشيشان التي تقول موسكو ان المقاتلين يستخدمونها لاعمال التدريب على عمليات تسلل وشن تفجيرات في شتى انحاء روسيا. وتجددت الغارات الجوية غداة اغلاق الروس الحدود بين جمهوريتي الشيشان وانغوشيتيا مساء اول من امس، لوقف تدفق اللاجئين الشيشانيين الى الاخيرة. وكانت الغارات ادت الى تدمير مركز البث التلفزيوني الشيشاني ومحطة الارسال الخاصة بالهواتف النقالة، اضافة الى خزانات وقود. وافادت تقارير أن غروزني بدأت تعاني من نفاد الامدادات وانقطاع الطاقة. ونشرت الغارات الذعر في العاصمة الشيشانية حيث كان آلاف اللاجئين فروا خوفاً. وصرح رئيس الوزراء الانغوشيتي بالوكالة حمد مالساغوف ان حوالى 20 الف لاجىء شيشاني انتقلوا الى جمهوريته، ما ينذر بكارثة انسانية وشيكة هناك. ونقلت وكالة انباء "ايتار تاس" عن مسؤول في مكتب الهجرة الانغوشيتي: "اذا استمر الوضع على حاله فسيكون عدد اللاجئين الشيشان في انغوشيتيا اكبر من عدد السكان المحليين". وكان معظم اللاجئين من النساء والاطفال والمسنين، عبروا الحدود سيراً على الاقدام لتجنب عمليات التفتيش عند المراكز الحدودية حيث كانت طوابير السيارات في الجانب الشيشاني تمتد على طول 15 كلم قبل اقفال الحدود مساء اول من امس. وافادت آخر التقارير الشيشانية، ان عشرات من المواطنين قتلوا أو أصيبوا بجروح نتيجة الغارات الجوية الروسية على مدى أربعة أيام، فيما لجأ آخرون إلى السراديب والاقبية وخلت الشوارع من المارة. حشد روسي ونقلت "ايتار تاس" عن وزراة الداخلية في انغوشيتيا ان 200 آلية مصفحة روسية تدعمها طائرات هليكوبتر هجومية توجهت الى الحدود مع الشيشان لمنع المتمردين من العبورالى المنطقة. ومعلوم أن موسكو تقوم بحشد قوات حول الشيشان منذ الاسبوع الماضي. وقدرت صحيفة "نيسافيسيمايا غازيتا" الروسية عدد الجنود المتمركزين الآن على الحدود الشيشانية بخمسين ألف جندي. يذكر أن القوات الروسية اضطرت الى الانسحاب من الشيشان في عام 1996 بعد حملة دامت قرابة عامين وأسفرت عن مقتل حوالى 80 ألف شخص. ومنذ ذلك الحين اعتبرت الشيشان نفسها دولة مستقلة بحكم الامر الواقع. وفي اشارة الى عجز روسيا عن ضمان الامن في شمال القوقاز، اعلنت الشرطة في داغستان ان عناصرها تبادلوا امس اطلاق النار مع من قالت انهم "مقاتلون متطرفون". واوضحت وزارة الدفاع في داغستان ان 30 شرطياً تبادلوا اطلاق النار مع حوالى ثمانية من المقاتلين ثم حاصروهم في منطقة بويناكسك حيث انفجرت في مستهل الشهر الجاري سيارة مفخخة في مجمع سكني للضباط الروس. ونقلت وكالات الانباء عن الوزارة ان شرطيين ومتطوعاً ومتمرداً قتلوا خلال تبادل اطلاق النار. وفي وقت لاحق نقلت وكالة "انترفاكس" عن مسؤولين ان الشرطة تمكنت من منع مجموعة من "المقاتلين الاسلاميين" من مغادرة داغستان والعبور الى جمهورية الشيشان0