ابلغت مصادر ديبلوماسية مطلعة "الحياة" امس أن وفداً من جمهورية قرغيزيا وصل إلى إسلام آباد في طريقه إلى المناطق الافغانية الخاضعة لسيطرة حركة "طالبان"، من أجل البحث عن أربعة جيولوجيين يابانيين كان مقاتلون إسلاميون أوزبك قد خطفوهم من الجمهورية في الحادي والعشرين من الشهر الماضي. ولم توضح المصادر اسماء اعضاء الوفد القرغيزي، لكنها تحدثت عن إجرائه لقاءات مع المسؤولين الباكستانيين من أجل تقديم الدعم في إطلاق سراح الأسرى اليابانيين. ونفت مصادر "طالبان" أمس ما تردد عن وجود الرهائن اليابانيين في أراضيها، بعدما تداولت بعض الأوساط الأفغانية معلومات عن قيام الناشطين الإسلاميين بنقل هؤلاء إلى أفغانستان لمقايضتهم بسجناء إسلاميين في أوزبكستان. و كان وزير الخارجية الأوزبكستاني عبدالعزيز كاميلوف صرح الأسبوع الماضي بأن مسلحين اسلاميين من أوزبكستان متورطون في الخطف ويقيمون في مناطق "طالبان". ونفى الناطق الرسمي باسم الحركة عبدالحي مطمئن هذه الانباء وقال إنها "ترمي إلى تدويل الصراعات الإقليمية". و كانت مفاوضات بين مسؤولين في وزارة الدفاع القرغيزية والمسلحين الإسلاميين عُقدت دون أن تتوصل إلى أي نتيجة. وتخشى العاصمة القرغيزية بشكيك أن يُغضب التفاوض مع المسلحين الأوزبك حكومة الرئيس الاوزبكي إسلام كريموف لكن يبدو أن قرغيزستان واقعة تحت ضغوطات يابانية هائلة من أجل التفاوض مع المسلحين و الإفراج عن الأسرى. و علمت "الحياة" أن المعارضين المسلحين الإسلاميين الأوزبك موجودون في العاصمة الأفغانية كابول. وكانوا أُتهموا بمحاولة اغتيال الرئيس الأوزبكي قبل شهرين، وطالبوا خلال عملية التفاوض بإطلاق سراح سجناء مسلمين في السجون الأوزبكية، ويقدر عددهم بخمسين ألف أسير مقابل الإفراج عن الأسرى اليابانيين، الأمر الذي رفضته الحكومة الأوزبكية ووصفته بأنه استفزازي. الوضع الافغاني على صعيد آخر، تمكنت "طالبان" من تحقيق اختراق في ولاية تخار معقل المعارضة في الشمال الأفغاني. واعترفت مصادر الأخيرة بأن قواتها تراجعت أمام تقدم الحركة التي شنت أول من أمس هجمات شاملة، شارك فيها 6 آلاف من مقاتليها معززين باسلحة ثقيلة وطائرات ودبابات. وتعتزم الحركة الالتفاف على القوات المعارضة بقيادة أحمد شاه مسعود، بعدما فشلت في السيطرة على معقله في وادي بنجشير الإستراتيجي شمال كابول. وفي حال سيطرت على الولايات الشمالية المتبقية تحت قيادة المعارضة، تعزل "طالبان" قوات الأخيرة عن الدعم الذي يردها من جمهورية طاجيكستان.