قال الرئيس الياس الهراوي ان الجيش التزم اوامر السلطة السياسية في عهده وان علاقته بالعماد اميل لحود كانت على اكمل وجه، ونفى ان يكون حاول ازاحته من منصبه. وعزا عدم الاكثار من زياراته الى قصر بعبدا الى "حرصه على وقت الرئيس… وانا أذهب اذا كان ثمة داع"، واعترف بأنه حاول ذات يوم ازاحة الرئيس رفيق الحريري من منصبه، لأنه اعتبر رئيس الوزراء كل شيء وبسبب عدم تعامله مع مجلس الوزراء كمؤسسة. ووصف الحريري بأنه رجل صعب، نافياً ان يكون احرق رؤساء الحكومات لتبرير مجيئه، واعتبر ان اختيار الحريري كان قراراً صائباً واشار الى انجازات تحققت في تلك الفترة. جاء ذلك في حوار طويل مع الهراوي تنشره الشقيقة "الوسط" على حلقات اعتباراً من غد الاثنين. وروى الهراوي القصة الحقيقية لتمديد ولايته ثلاث سنوات، قال: "فاتحني الرئيس حافظ الاسد بهذا الموضوع قائلاً: يا ابو جورج راح من وقت رئاستك قبل وصولك الى بعبدا ثلاث سنوات وثمانية اشهر وهو وقت طويل. خدمة للسياسة التي ننتهجها معاً أتمنى ان تقبل تمديد ولايتك ثلاث سنوات. اجبته: لم يفكر أحد بالتمديد الاّ وتعرقلت اموره وكذلك مَنْ مدّد. فقال: اعتقد ان الامور ستمشي لأن السياسة التي تنتهجها هي الافضل للبلد والأقرب الى ما نطمح اليه جميعاً وخصوصاً الاخوة في لبنان". واضاف الهراوي: "كتمنا السر سبعة اشهر وهنا اخطأ كثيرون وبدأوا بالتحركات واستطلاعات الرأي، وبينهم من يقول دخلنا في الزجاج لأننا لم نكن على علم بما يدور". واكد ان اللقاء مع الاسد كان ثنائياً وانه لم يطلع احداً على ما دار فيه. وكشف الهراوي انه نصح قائد "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع بمغادرة البلاد مع زوجته لكنه أبى، مؤكداً انه لم يتدخل بعد ذلك في سير القضاء ولم يفكر في اصدار عفو عنه. وذكر ان غسان توما مسؤول الامن في "القوات" حاول اغتياله عن طريق تفخيخ هاتفه، مشيراً الى انه اصدر عفواً عن الجندي الذي كُلّف تنفيذ العملية. وذكر الهراوي انه عرض على العماد ميشال عون رئيس حكومة العسكريين الانضمام الى الشرعية وان يكون "سوبر وزير"، مشيراً الى ان رفض عون كان السبب في اتخاذ القرار بانهاء تمرده عسكرياً. واكد انه كان ينوي الاستقالة لو فشلت العملية. وسئل الهراوي عن صحة ما يتردد عن ان ستة وزراء في عهده كانوا يكتبون تقارير الى اجهزة مختلفة عن جلسات مجلس الوزراء، فأجاب ضاحكاً: "ربما ستة وربما ثمانية، وثمة من يروون في مجالسهم الخاصة كم كانوا عناتر في الجلسة وهم لم ينطقوا بكلمة". واكد ان لا مخاوف لديه من ان يتعرض قريبون منه لملاحقات قضائية قائلاً: "ولا بأي شكل من الاشكال، ولا خامرتني هذه القصة قط لأنني اكيد انهم لم يعملوا خارج القانون".