اتخذت ازمة شركة "ديزني" مع الجامعة العربية منحى جديدا بعدما طرحت مصر ما يمكن اعتباره "حلاً وسطاً" يضمن صون الحقوق العربية والاسلامية في مدينة القدس، ويراعي في الوقت نفسه "اسباباً موضوعية تحول دون المقاطعة العربية الشاملة للشركة". ومن المقرر ان تعقد اللجنة الدائمة للاعلام العربي اجتماعا استثنائيا اليوم في القاهرة لمناقشة المواد الاعلامية والمعروضات التي يحتويها الجناح الاسرائيلي في المعرض ازاء القدس، فيما دعت جماعة عربية اميركية رسميا امس الى مقاطعة "ديزني". واعلن وزير الاعلام المصري صفوت الشريف أول من امس ان بلاده اقترحت على الجامعة العربية دعوة كل من المغرب باعتبارها رئيسة لجنة القدس والسعودية لإقامة جناح بعنوان "القدس عربية" في معرض "ديزني"، مقابل الجناح الاسرائيلي الذي يظهر القدس عاصمة لاسرائيل. ويبدو أن ثمة اتفاقا مبدئيا بين مصر والمغرب والسعودية على الدفع في طريق الوصول لذلك الحل، اذ نقلت وكالة انباء "الشرق الاوسط" المصرية عن الشريف قوله: "هناك تنسيق بين مصر وكل من المملكة العربية السعودية والمغرب للتحرك العربي لمواجهة الجناح الاسرائىلي". ووجه الوزير تحذيراً قاطعاً للشركة بقوله: "اذا لم يتغير موقفها تجاه المعرض المذكور فإن اتحاد الاذاعة والتلفزيون المصري سيتوقف عن التعامل مع انتاجها". وقلل الدكتور اسامة الباز المستشار السياسي للرئيس المصري من اهمية الجناح الاسرائيلي، معتبرا انه "لا يخول لاسرائيل اي شيء لانها ديزني مجرد شركة وليست دولة"، مؤكداً في الوقت نفسه التزام بلاده "أي قرار تصدره الجامعة العربية في ذلك الصدد". وأبلغ ديبلوماسي عربي مطلع "الحياة" ان اقتراح اقامة معرض "القدس عربية" ضمن معرض "ديزني" طرح في وقت سابق على مجلس الجامعة العربية وأنه "لاقى قبولاً حسناً من عدد من الدول العربية نظرا لأن المغرب والسعودية ستشاركان في معرض ديزني، ولأن العالم الآن اكثر ايمانا بفكرة حرية الآراء وضرورة التعددية ومقارعة الحجة بالحجة". الا انه اشار الى ان ضيق الوقت قد يقلل من فرص نجاح ذلك المعرض. واعتبر ان الاقتراح المصري في حال تفعيله "من شأنه ضمان تقديم صورة صادقة ومشرقة من خلال المعرض السعودي - المغربي عن القدس العربية بما يصون ويحمي الحقوق الفلسطينية والعربية والاسلامية والمسيحية فيها، ويدحض الافتراءات الاسرائيلية". وأوضح ان خيار المقاطعة يتصادم مع عوامل موضوعية عدة منها "صعوبة احكام عملية المقاطعة نفسها والاضرار التي ستنجم عن تشويه صورة العرب في اميركا والغرب". في غضون ذلك، دعت "المنظمة الاسلامية الاميركية للقدس" رسميا الى مقاطعة شركة "ديزني"، وذلك خلال مؤتمر صحافي عقدته في واشنطن. وقالت في بيان تلقت "الحياة" نسخة منه امس ان هذا القرار يأتي "بعد تجاهل ديزني اعتراضات العرب والمسلمين وقلقهم تجاه تصوير القدس في جناح اسرائيل في المعرض على انها العاصمة الابدية والموحدة لاسرائيل". وشددت المنظمة على انها "ستلتزم القوانين الاميركية والدولية في سعيها لايجاد مقاطعة ضد ديزني، وسنواصل ذلك حتى نتأكد من ان المعرض لا يتضمن اشارات لجهة الشكل او المضمون بان القدس عاصمة اسرائيل". واوضح المدير التنفيذي للمنظمة خالد ترعاني ل"الحياة" امس ان المقاطعة "تعني مقاطعة كل ما له علاقة بديزني ... وسائل الترفيه ومنتوجاتها وافلامها والشركات التي لها علاقة بها". ومن هذه الشركات سمى محطة التلفزة الاميركية الرئيسية "ايه بي سي"، وشركة "ميراماكس" التي قال انها تنتج معظم الافلام المسيئة للعرب، ومحطة "اي اس بي ان" للرياضة، وشركة "وورلد ديزني براند" المنتجة للملابس والدمى التي تحمل اسم الشركة والتي قال ان سوقها العربي يبلغ 500 مليون دولار، وشركات انتاج الافلام "بوينا فيزتا" و"تاتش ستون بيكتشر" و"هوليوود بيكتشير" وقناتي "ديزني" و"آرت آند كالتشير" التلفزيونيتين الاميركيتين. واعتبر ان المقاطعة "موقف قوي وصارم سيضع مستوى محدد للتعاطي مع الشركات التي تتطاول على مكانة القدس بالنسبة الى العرب والمسلمين".