افتتح الرئيس الإيراني محمد خاتمي امس معرض طهران الدولي الخامس والعشرين الذي تشارك فيه 875 شركة عالمية و466 شركة محلية. واعتبر الرئيس الإيراني أن توسيع أشكال التعاون بين دول العالم يتحقق في وقت تبنى العلاقات على أساس "الاحترام المتبادل وألا يُفرض من احد الاطراف أي شكل من أشكال الاستعمار على طرف آخر". في غضون ذلك أفادت أوساط ديبلوماسية غربية مطلعة في طهران أن العلاقات الإيرانية - الأوروبية ستشهد مزيداً من الانفراج والتحسن، بخاصة بعد زيارة الرئيس النمسوي لطهران أخيراً، وبحث سبل تجاوز ما بقي من شوائب في العلاقات مع أوروبا، وملف اليهود ال13 ورجل الأعمال الألماني هلموت هوفر المعتقلين في إيران. وحرص خاتمي على أن يؤكد أمام مئات من رجال الأعمال وأصحاب الشركات الأوروبية وعدد من وزراء الصناعة والتجارة والديبلوماسيين المعتمدين لدى إيران، الذين حضروا افتتاح المعرض أن "التجارة تلعب دوراً حساساً ومهماً في العلاقات الدولية خصوصاً في ظل غياب العدالة في هذه العلاقات"، وشدد على رغبة حكومته في مواصلة سياسة الانفتاح على العالم، وأضاف ان "ايران تدعو الى السلام القائم على العدالة عن طريق الحوار، والحوار لا يتحقق إلا في حال قيامه على أساس الاحترام المتبادل وعدم فرض أي شيء من دولة على أخرى". كما أكد حاجة إيران الى الاستثمار الخارجي والداخلي من قبل القطاع الخاص موضحاً ان الخطة الخمسية الاقتصادية لحكومته تعتمد على هذا الجانب الى حد كبير "لذلك لا بد من توفير الأجواء الآمنة والصحية للمستثمر الداخلي والخارجي، وهي تأتي من خلال الاحترام المتبادل بين الحكومة والناس، وبين الحكومات أنفسها". إلى ذلك نسبت صحف إيرانية الى مصادر مختلفة، أن الرئيس النمسوي بحث خلال زيارته طهران في قضية اليهود ال13، المتهمين بالتجسس لإسرائيل، وأن المسؤولين الإيرانيين "وعدوه بإجراء تحقيقات دقيقة في تهم التجسس". وكتبت صحيفة "خرداد" الإصلاحية أن الرئيس النمسوي توماس كلستيل بعث برسالة الى مركز سيمون وايزنتال مؤسسة يهودية مقرها في لوس انجليس يُطمئِن فيها المسؤول عن المركز الى انه تابع قضية اليهود مع المسؤولين الإيرانيين و "وعدوني بإجراء تحقيقات دقيقة في إطار القانون واحترام حقوق الإنسان". وأضاف كلستيل انه يرغب في متابعة الموضوع "باهتمام بالغ بخاصة بعد التأكيدات التي قطعها لي القادة الإيرانيون". وأوضحت المصادر ذاتها أن قضية هوفر لم تغب عن جدول أعمال الرئيس النمسوي إذ "تأتي التطورات الإيجابية في محاكمة هوفر واسقاط تهمة الزنا عنه ضمن هذا الإطار". وفي حين نقلت صحيفة "آريا" المعتدلة عن مصادر الخارجية الألمانية ترحيبها بالتطورات الايجابية في المحاكمة وأملها بإطلاق هوفر قريبا، لفتت المصادر الى ان "استمرار اعتقاله يعتبر عائقا أساسياً على طريق ارساء علاقات شاملة بين ايرانوألمانيا"، وقالت أن هذه القضية "استخدمت للضغط على ألمانيا". وأشارت الصحيفة الى ان من المقرر ان يزور الممثل الخاص لوزير الخارجية الالماني في لجنة حقوق الانسان التابعة لوزارة الخارجية، إيران قريباً، ونقلت عنه قوله ان "ألمانيا والاتحاد الاوروبي يؤمّنان الحماية لسياسات خاتمي وجهوده من اجل مناخ سياسي منفتح في ايران، لكننا في الوقت ذاته نُدين القمع والانغلاق وعدم احترام حقوق الإنسان". ويرى ديبلوماسيون غربيون أن تجديد باريس الدعوة التي وجهتها الى خاتمي لزيارتها، يأتي بعد الزيارة الناجحة للرئيس النمسوي الى طهران وهو "جاء ممثلا الاتحاد الأوروبي"، وناقش مع الإيرانيين كل القضايا العالقة.