القدس المحتلة، لاهاي - اف ب، رويترز - قال مسؤول فلسطيني ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك بعث باعتذار امس الى الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بسبب التصريحات التي اعلنت انتهاء المحادثات بشأن اتفاق واي ريفر. واضاف المسؤول الذي امتنع عن ذكر اسمه: "اعتذر باراك لعرفات الموجود في هولندا عن التصريحات ولغة البيان التي تلمح بتهديد"، مشيراً الى ان الاعتذار قدم عن طريق مصر. وكانت رئاسة الحكومة الاسرائيلية انذرت الفلسطينيين في وقت سابق من يوم امس بأن المفاوضات معهم قد انتهت وانه لم يعد امامهم الآن سوى قبول الاقتراحات الاسرائيلية بشأن تنفيذ مذكرة واي ريفر كما هي او رفضها. وجاء في بيان لمكتب رئيس الوزراء ايهود باراك ان "المفاوضات من وجهة نظر الحكومة الاسرائيلية قد انتهت". واضاف: "اذا لم يبلغنا الفلسطينيون بتغيير محتمل في موقفهم قبل اجتماع الحكومة الأمنية الاسرائيلية مساء الاربعاء امس فإن رئيس الوزراء سيستنتج من ذلك ان الفلسطينيين يريدون التطبيق الحرفي لاتفاق واي ومن ثم سنتصرف على هذا الاساس". الا ان الرئيس الفلسطيني اعرب امس في لاهاي، بعد تلقيه اعتذار باراك في ما يبدو، عن امله في رؤية المفاوضين الفلسطينيين والاسرائيليين يتوصلون الى اتفاق بشأن تطبيق واي ريفر "في غضون الساعات المقبلة". وقال للصحافيين في ختام لقاء مع رئيس الوزراء الهولندي فيم كوك: "نأمل في حصول تقدم نحو انجاز المفاوضات الجارية، وخلال الساعات المقبلة اذا امكن". وحسب المفهوم الاسرائيلي فإن عدم قبول الفلسطينيين بالاقتراحات الاسرائيلية يعني عدم السماح لهم ببناء ميناء غزة وفتح المعبر الآمن بين الضفة الغربيةوغزة. وندّد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات امس بالموقف الاسرائيلي معتبراً ان "لا مجال للجوء الى الانذارات والتهديدات". واكد ان الوفد الاسرائيلي غادر مكان الاجتماع مضيفاً: "عرضنا اقتراحاتنا ونحن ننتظر رداً عليها خصوصاً بشأن الاسرى الفلسطينيين". من جهته قال المفاوض الفلسطيني محمد دحلان المسؤول ايضا عن جهاز الامن الوقائي الفلسطيني في قطاع غزة: "لن نخضع للتهديدات الاسرائيلية" مضيفا ان "المفاوض الفلسطيني طالب منذ البداية الطرف الاسرائيلي بتنفيذ الاتفاقات، لكن الاسرائيليين كانوا يرفضون، ولا معنى لتهديدهم بتنفيذ الاتفاق بحذافيره لأن هذا هو المطلوب منهم، اي تنفيذ الاتفاقات". وجاء موقف الحكومة الاسرائيلية في اعقاب فشل الاجتماع الاخير بين الطرفين امس في التوصل الى اتفاق خصوصاً على قضية الاسرى الفلسطينيين. وفي حال تم تذليل العقبات العالقة فإن من المرجح ان يوقع الاتفاق اليوم الخميس في الاسكندرية بحضور وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت ورئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود باراك والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. واعتبرت الاذاعة الاسرائيلية ان التكتيك الذي يعتمده باراك حالياً هو اعتماد "حرب الاعصاب" بهدف الضغط على عرفات ودفعه الى التراجع عن بعض شروطه. وكان الوزير لدى رئاسة الحكومة حاييم رامون اعلن قبل الظهر ان "الخلافات بين الفريقين باتت صغيرة جداً"، مشيراً الى الخلاف حول "عشرات من السجناء". وكان مصدر فلسطيني اوضح لوكالة "فرانس برس": "ان المفاوضات الاسرائيلية - الفلسطينية توقفت قبل ظهر اليوم امس من دون اي تقدم يذكر خصوصاً في ما يتعلق بقضية الاسرى بعد جلسة مفاوضات استمرت نحو 12 ساعة". واضاف المصدر "ان الأمر معلق حتى يتم التوصل الى اتفاق بخصوص الافراج عن الاسرى الفلسطينيين الذين يطالب الوفد الفلسطيني بإطلاق 400 منهم". واشار الى "ان الفلسطينيين كانوا يتوقعون ان تتضمن الاسماء معتقلين من حركتي حماس والجهاد الاسلامي بتهم بسيطة كبادرة حسن نية من الجانب الاسرائيلي، وكرسالة لعناصر هاتين الحركتين بأن هناك جدوى للمسيرة السلمية". وكانت اسرائيل التزمت فى تشرين الاول اكتوبر الماضي عند التوقيع على مذكرة واي ريفر بان تطلق 750 معتقلاً فلسطينياً محتجزين لأسباب أمنية. لكن اتفاقات واي لا تحدد اي سجناء يجب اطلاقهم حتى وان كان الأمر بالنسبة الى الفلسطينيين يعني المعتقلين السياسيين. إلا ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو رفض في ذلك الحين اطلاق المعتقلين "الملطخة أياديهم بالدماء" اي المتورطين في اعتداءات اوقعت ضحايا. ورفض ايضاً الافراج عن عناصر من حركة المقاومة الاسلامية حماس والجهاد الاسلامي، المنظمتان الفلسطينيتان اللتان تواصلان الكفاح المسلح ضد اسرائيل. وحالت هذه العوائق دون اطلاق سراح المعتقلين السياسيين، فالمجموعة الاولى المؤلفة من 250 سجيناً أُطلق سراحهم في نهاية العام الماضي، شملت 100 اعتقلوا لأنشطة معادية للاسرائيليين وال150 الباقين كانوا من سجناء الحق العام.