شنت الطائرات الفيديرالية الروسية أمس غارات كثيفة على الأراضي الشيشانية، وأكد رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين أن موسكو ستواصل ضرب "الارهابيين"، لكنه نفى قصف مواقع مدنية، فيما ذكر وزير شؤون القوميات فياتشيسلاف ميخايلوف ان بوتين قد يعقد قريباً لقاء مع الرئيس الشيشاني أصلان مسخادوف. وأعلنت غروزني ان الغارات أدت إلى "سقوط عدد كبير من الضحايا"، فيما ذكر صحافيون ان الطائرات حلقت فوق العاصمة الشيشانية، وان سيلاً من المهاجرين أخذ يتدفق على غروزني من المناطق الحدودية. ونفى بوتين ان تكون الطائرات الروسية استهدفت مواقع مدنية، وافترض ان مدنيين قتلوا في "اشتباكات داخلية لا علاقة لنا بها"، ولكنه شدد على أن القصف سيستمر ويستهدف قواعد وتجمعات "الارهابيين"، الذين قال إنهم هاجموا داغستان "وعندما ردعوا أعلنوا علينا حرباً ارهابية". ولاحظ مراسل تلفزيون "ان. تي. في" ان القيادة العسكرية الفيديرالية نقلت وحدات لم تشارك في معارك داغستان إلى المناطق الحدودية مع الشيشان. وتوقع ان تعبر قوات روسية الحدود قريباً على عدد من المحاور في داغستان وانغوشيتيا. ونفى الرئيس الانغوليكي رسلان اوشيف حشد وحدات من الجيش الروسي في أراضي الجمهورية، لكنه اعترف بوصول امدادات من قوات الأمن الداخلي، وذكر ان هناك معلومات عن احتمال قيام "الارهابيين" بفتح جبهة جديدة بعد هزيمتهم في داغستان. وأبلغ مصدر في مجلس الشيوخ "الحياة" أن عدداً من أعضاء هذه الهيئة العليا للبرلمان كان طلب من الرئيس الحكومة أثناء الجلسة السرية التي عقدت الجمعة "مطادرة" المليليشيات التي انسحبت من داغستان وضربها داخل الأراضي الشيشانية. وأضاف المصدر ان موقف اعضاء المجلس "غدا قاسياً" بعدما عرض عليهم شريط فيديو يظهر فيه شيشانيون وهم يقطعون رؤوس رهائن لم تدفع عنهم فدية. وأعاد تلفزيون "او. آر. تي" عرض عدد من مشاهد الشريط وفيه مناظر بشعة أخرى بينها اطلاق النار على صدغ رجل عجوز وقطع اصبع رهينة لارساله إلى ذويه. وفي محاولة لاحتواء الأزمة ومنع اندلاع حرب جديدة، أكد وزير شؤون القوميات أنه يجري حالياً إعداد بيان مشترك يوقعه مسخادوف وبوتين ويعقد على اثره لقاء بين الرئيسين الشيشاني والروسي. ولكن ميخايلوف اشترط امتناع غروزني عن الحديث عن "استقلال" الجمهورية، وطلب من مسخادوف "أن يعلن صراحة وعلناً" موقفاً واضحاً في شجبه العمليات التي نفذتها مجموعة شامل باسايف في داغستان وللعمليات الارهابية في موسكو ومدن روسية أخرى.