استمر مسلسل العنف في روسيا وقتل 17 شخصاً في انفجار وقع صباح امس في مدينة فولغودونسك الجنوبية. واتهم الثري اليهودي المقرب من الكرملين بوريس بيريزوفسكي كبار المسؤولين في الدولة ب"الخيانة" ونفى ان يكون قدم اموالاً الى الاسلاميين في القوقاز. واتهم رئيس المؤتمر القومي اليهودي فلاديمير غوسنيسكي ب"التواطؤ" مع هؤلاء، بينما حذرت وزارة الخارجية من محاولات "الايقاع" بين موسكو والعرب. أسفر انفجار شاحنة مفخخة قرب عمارة سكنية جنوبموسكو امس الخميس عن سقوط ما لا يقل عن 17 قتيلاً واصابة 310 آخرين بجروح نقل اكثر من مئة منهم الى المستشفيات. وهذا الاعتداء الخامس من نوعه في روسيا منذ مطلع الشهر الجاري. وكان انفجاران سابقان اسفرا عن سقوط اكثر من 200 قتيل. وتوجد في مدينة فولغودونسك حيث وقع الانفجار الاخير، محطة نووية ومصنع لانتاج معدات نووية. وتوجهت الى المكان فرقة من خبراء لجنة الطاقة الروسية للتأكد من سلامة المنشآت النووية وأكدت ان مفاعلاتها خالية حالياً من الوقود النووي. واجتمع الرئيس بوريس يلتسن فور سماعه النبأ مع رئيس الحكومة فلاديمير بوتين. وأكد ان "لدينا ما يكفي من القوة للقضاء على الارهاب". الذي قال ان القائمين به يهدفون الى "بث الرعب والهلع" بين المواطنين. وعقد بوتين اجتماعاً لمجلس الوزراء دعا خلاله الى "اقتلاع جذور الارهاب" واتهم المسؤولين عن معالجة الاجرام ب"الجبن". وذكر ان غرورهم يشجع الارهابيين على "الوقاحة". ودعا الى حملة "واسعة وحازمة" هدفها التصدي لأعمال العنف. حملة غير مسبوقة وجاء ذلك في وقت تجري في جميع انحاء روسيا حملة غير مسبوقة تشمل البحث في اقبية العمارات وسطوحها. وجرى اعتقال آلاف من "المشتبه بهم" وغالباً ما تكون البشرة السمراء "دليلاً" كافياً لاقتياد اي مواطن الى مركز الشرطة. وشملت الاعتقالات مواطنين عرباً يعملون في اسواق تجارية في العاصمة الروسية. وافرج عن غالبيتهم ولكن طلب منهم تسجيل اقامتهم رسمياً او مغادرة روسيا. موسكو والعرب وتحفل الصحف التي يسيطر عليها رجال اعمال يهود بمقالات مناوئة للعرب والمسلمين، اضافة الى اتهامات مباشرة لعدد من الدول بمساعدة "الارهاب الشيشاني". وللتخفيف من هذه الحملة، وجهت وزارة الخارجية دعوات الى عدد من الصحافيين الروس لحضور لقاء "غير رسمي"، تحدث خلاله مسؤولون طلبوا عدم الكشف عن اسمائهم. واكد احدهم انه لا توجد اي دلائل تثبت "تورط" جهات رسمية في الدول العربية والاسلامية. ولكن لم يستبعد وجود "منظمات سرية" تقدم دعماً للارهابيين. وزاد ان العالم العربي "له موقع مهم" في السياسة الخارجية الروسية ولهذا "لا يجوز الايقاع بينه وبين موسكو". وطلب يلتسن من وزير الخارجية ايغور ايفانوف امس بذل مزيد من الجهود للتعاون مع الدول الاخرى بهدف مكافحة الارهاب. وأكد الوزير اثر اللقاء انه سيعمل على "غلق قنوات الدعم للعصابات العاملة في شمال القوقاز". وكشف مصدر رفيع المستوى في الوزارة ان ايفانوف وجه رسائل الى نظرائه في الدول الاسلامية، اشار فيها الى ان "الارهاب والتطرف" يشكلان خطراً لا على روسيا فحسب بل على الدول التي توجد فيها مثل هذه المظاهر. اليهود وغدت الانفجارات "صواعق" هزت الحياة السياسية. وجرى تبادل اتهامات خطيرة بين عدد من اقطاب الجالية اليهودية في روسيا. اذ بثت قناة "ان. تي. في" مكالمة يفترض انها جرت بين بيريزوفسكي واحد "زعماء المتطرفين" الشيشانيين مولواي اودوغوف طالب خلالها الاخير بتسريع ارسال 2.5 مليون دولار لدعم المجموعات التي توصف بأنها ارهابية. وفي الوقت نفسه، اشار الرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف الى ان الاعمال الارهابية والتحركات العسكرية في داغستان، هي من تدبير "اشخاص يأتون الينا حاملين اكياساً من الدولارات ضمن مسرحية عنوانها: "الافراج عن رهائن كانوا خطفوا بناء على طلب من الاشخاص اياهم". ورغم ان مسخادوف لم يذكر اسماء الا ان بيريزوفسكي كان لعب الدور الابرز في "الافراج عن الرهائن". وعقد البليونير اليهودي الذي كان نقل الى المستشفى لاصابته بمرض اليرقان، مؤتمراً صحافياً اكد فيه انه ما زال يحتفظ بعلاقات مع الشيشانيين، لكنه وصف المكالمة الهاتفية بأنها "تركيب قذر". واتهم رئيسي الحكومة الروسية السابقين يفغيني بريماكوف وسيرغي ستيباشين ومسؤولي اجهزة الأمن والاستخبارات بأنهم "خونة". وذكر انهم لم يحركوا ساكناً لمنع العمليات الارهابية التي قال انها سوف "تستمر امداً طويلاً" وتوقع ان تشمل محطات نووية. واتهم الثري اليهودي فلاديمير غوسينسكي صاحب شركة "ان. تي. في" ورئيس المؤتمر القومي اليهودي، بالتواطؤ مع الشيشانيين. وقال ان الاخير اعترف له شخصياً بوجود "علاقات خاصة" بينه وبين الشيشانيين وان التلفزيون الذي يملكه اتخذ موقفاً محابياً لغروزني اثناء الحرب وذلك "ليس لوجه الله". واعلنت قيادة "ان. تي. في" امس انها سترفع دعوى قضائية ضد بيريزوفسكي، كما اكد بافل غوسيف رئيس تحرير صحيفة "موسكوفسكي كمسمولتس" التي نشرت نص المكالمات الهاتفية ان ضابط الأمن الذي سجلها "اغتيل بطلب من الذين رصدت احاديثهم".