بغداد - أ ف ب - انتقدت بغداد التقرير الاميركي الذي يدين الرئيس العراقي صدام حسين، وأكدت انه يهدف الى الابقاء على العقوبات التي أجرت الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي مشاورات بشأنها أمس في لندن. وأعلن مسؤول عراقي امس ان تقرير وزارة الخارجية الاميركية الذي يدين الرئيس العراقي صدام حسين بقوة يمهد الطريق امام "عدوان اميركي جديد على العراق". واعتبر رئيس لجنة العلاقات العربية والدولية في المجلس الوطني في تصريح لوكالة "فرانس برس" ان كل ما اعلنته الادارة الاميركية في تقريرها الاثنين الماضي "مجرد اكاذيب باطلة لا تستند الى واقع وتأتي ضمن المخطط المعادي الذي تمارسه الادارة الاميركية ضد العراق وتتزامن مع اجتماعات لندن" للدول الخمس الكبرى ضد العراق. وقال: "ما اشبه اليوم بالبارحة. فهذه الحملة تذكرنا بالحملة التي سبقت الثاني من آب اغسطس 1990 عندما شرعت الادارة الاميركية بالتهيئة للعدوان ضد العراق". وأضاف ان "الحملة الاميركية التي نشطت اخيراً هي تهيئة لفرض قرار جديد داخل مجلس الامن الدولي ضد ارادة ومصالح شعب العراق". وقال: "لا يمكن للشعب العراقي ان يقبل بعد قرارات لا تحقق مصالحه ومطالبه العادلة، وهم يتجهون نحو عدوان جديد تحت ذريعة ان العراق لا يمتثل للقرارات الدولية". وفي السياق ذاته، رأت صحيفة "الثورة" العراقية الرسمية ان التقرير الاتهامي الذي اصدرته وزارة الخارجية الاميركية الاثنين الماضي "يرتبط بالمساعي الاميركية المحمومة الراهنة من اجل الترويج للمشروع البريطاني - الهولندي الخبيث المرفوض". ونشرت الصحيفة الناطقة باسم الحزب الحاكم في العراق ان واشنطن ستقوم خلال اجتماع اليوم "بمحاولة اقناع الأطراف الآخرين بقبوله المشروع البريطاني- الهولندي بعد اجراء تعديلات شكلية عليه". واعتبرت ان الهدف المباشر لهذه الحملة هو "التشكيك في صدقية العراق في تنفيذ التزاماته المتعلقة بنزع اسلحة الدمار الشامل والايهام بناء على ذلك بأن تفتيش المواقع العراقية لا يزال ضرورياً". وكتبت صحيفة "الجمهورية" من جهتها انه "ليس باستطاعة الادارة الاميركية ان تواصل مسلسل الافتراءات الى ما لا نهاية خصوصا وان هذا المسلسل بات غير قادر على اسكات الاصوات التي ترتفع في اروقة الاممالمتحدة والقائلة بأهمية رفع الحصار عن شعب مات له اكثر من نصف مليون طفل بسبب استخدام المشروعية الدولية في غير موضعها". ورأت صحيفة "بابل" ان الحملة الجديدة تأتي مع "الجو الايجابي" داخل الجامعة العربية الذي كشف "عن مزيد من التفاهم بشأن رفع الحصار الظالم المفروض على العراق وملامح تقارب قريب عراقي - خليجي". واضافت الصحيفة التي يديرها عدي صدام حسين نجل الرئيس العراقي ان واشنطن تلجأ وسط هذه الاجواء الى "ورقة بالية اخرى تعبيراً عن سخطها من نجاح ديبلوماسي عراقي على الصعيد العربي". وكان وكيل وزارة الخارجية العراقية نزار حمدون صرح أول من امس "يبدو لنا ان الادارة الاميركية قد فقدت صوابها جراء الدور العراقي الذي ابرزته اجتماعات الدورة الحالية لمجلس جامعة الدول العربية ... بالرغم من الضغوط الاميركية". يذكر ان العراق ترأس للمرة الاولى منذ غزوه الكويت في 1990 اجتماعات المجلس الوزاري العربي في نهاية الاسبوع الماضي في القاهرة. وصرح وزير الخارجية العراقي محمد سعيد الصحاف في ختام الاجتماع بأن تقارباً ترتسم ملامحه بين بغداد والدول العربية وخصوصاً الدول الخليجية.