جدد الرئيس علي عبدالله صالح في مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، حملته على ماضي الحزب الاشتراكي أيام حكمه ما كان يسمى باليمن الجنوبي 23 سنة قبل الوحدة ووصفه بأنه "كهنوتي شمولي ماركسي، من باب التذكير، وليس من أجل نصب المشانق أو المحاكم أو فتح الملفات القديمة". وقال في كلمة القاها أمس أمام طلاب جامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا ان "أبناء حضرموت يبادلوننا الوفاء بالوفاء، لأننا صدقنا في وعودنا معهم بتحقيق الوحدة والحفاظ على الديموقراطية وبناء مشاريع الخدمات في كل المجالات، ولم نكذب كما كذب الفاشيون الانفصاليون سنوات طويلة". وحضر علي صالح مساء أمس مهرجانه الرابع في اطار حملته الانتخابية استعداداً للانتخابات الرئاسية المقررة في 23 أيلول سبتمبر الجاري، والتي ينافسه فيها نجيب قحطان الشعبي. ووصف الرئيس اليمني ابناء محافظة حضرموت بأنهم "وحدويون أوفياء للوطن والمنجزات الوطنية". وكان الشعبي شارك في سلسلة من المهرجانات في صنعاء وعدن ولحج وإب وتعز، وانتقد أمام آلاف من مؤيديه السياسات الاقتصادية للحكومة متهماً وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية بالتقصير في ترسيخ الأمن ومنع تفشي الجرائم مثل خطف الأجانب وسرقة السيارات وتفجير أنابيب النفط. واعتبر ان تقصير وزارة الداخلية يؤثر في الاستثمار الأجنبي في اليمن ويعيق التنمية، ووعد ناخبيه بإجراء تغييرات جذرية، تضمن إصلاح القضاء ونزاهته، وتحقيق مجانية التعليم والصحة، وضبط الأمن وتحريك التنمية الشاملة ومعالجة الاختلالات الاقتصادية. ويرفع نجيب الشعبي شعارات تحقيق المواطنة المتساوية وفرض هيبة القانون، وكان قدم مذكرة احتجاج إلى اللجنة العليا للانتخابات، متهماً وزارة الاعلام ببتر خطاباته وفقرات من مهرجاناته الانتخابية. وفيما تشهد مدينة المكلا حركة عمرانية وازدهاراً للتجارة، وتوسعاً في مشاريع الخدمات، استند الرئيس علي صالح الى مرحلة ما قبل الوحدة ومعاناة المحافظات الجنوبية في مهاجمته للحزب الاشتراكي الذي وصفه بأنه "فاشي وانفصالي". وزاد: "سخّر الاشتراكيون امكانات البلد في الماضي للتآمر على ابناء الوطن، وعلى شمال الوطن". وخاطب أبناء حضرموت قائلاً: "كانت الدماء مهدرة والأعراض مهددة، والأموال مُصادرة، وكانت الطغمة تتربع على كراسي الحكم، والآن كل شيء تغير بفضل الوحدة والديموقراطية". وحض مواطنيه على نبذ "كل التصرفات الانفصالية والممارسات التي تسيء الى الوحدة"، واضاف: "لم يعد بيننا من ينعت هذا بمحافظته أو قبيلته أو انتمائه الجغرافي. كلنا أبناء اليمن الواحد". وأشاد بالمساهمات المالية الكبيرة التي يقدمها المهاجرون من أبناء المحافظة، داعياً إياهم إلى الاستثمار في اليمن، وقال: "كل الأبواب مفتوحة أمامهم وكل التسهيلات نقدمها لخدمة الاستثمار في الوطن، ولهم الأولوية فيها".